يا سعد لو تشوفن

بسم الله الرحمن الرحيم
يا سعد لو تشوفن
ضيف الله قبيلات

صادفت اليوم السبت ذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم مؤسس الدوله الاسلاميه معلم الناس الخير المبعوث رحمة للعالمين و بهذه المناسبة العطره يسرنا ان نقف على ومضات من حياة احد تلاميذ المعلم الاول صلى الله عليه و سلم و احد عمالقه جيل التأسيس .
اسلم سعد ابن ابي وقاص رضى الله تعالى عنه مبكرا وهو من العشرة المبشرين بالجنة ، دعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم ” اللهم سدد رميته و اجب دعوته ” وهو اول من رَمى بسهم و رُمي بسهم في الاسلام وهو من اخوال الرسول صلى الله عليه وسلم .
“فداك ابي و امي ” لم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحد الا لسعد يوم أحد ، شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم في عهد ابي بكر .
وفي عهد امير المؤمنين عمر بن الخطاب جاءت الانباء من بلاد فارس و العراق تفيد باستشهاد اكثر من أربعة آلاف جندي مسلم في معركة الجسر وحدها ، الأمر الذي أغاظ عمر فقرر ان يخرج بنفسه من عاصمة الدولة الاسلامية الى هناك ليقود جيوش التوحيد بنفسه لكن الصحابة أبوا عليه ذلك و تبنى هذه الفكرة عبد الرحمن بن عوف الذي اشار عليه بتكليف سعد ابن ابي وقاص بهذه المهمه .
يعلم عمر ان سعداً اهل لها ومع ذلك اصدر له الامر العسكري بقوله ” يا سعد لا يغرنك من الله ان قيل خال رسول الله و صاحبه فان الله ليس بينه و بين احد نسب الا بطاعته، فانظر الامر الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بُعث الى ان فارقنا وهو عليه فالزمه “.
وصل سعد لأول مواقع مرازبة الفرس في العراق فقالوا له قد اخرجكم الجوع ايها العرب ونحن على استعداد لسد جوعتكم وعودوا لبلادكم فقال سعد ” انما خرجنا لنخرج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد ومن جور الحكام الى عدل الاسلام “.
ومضى سعد لمهمته يقطع ارض العراق الى بلاد فارس من المدائن و نهاوند و القادسيه وقد أيده الله بنصره في كل المواقع.
يروي الجند انهم اقتحموا نهر دجلة لم يخسروا جندياً واحداً ولم يفقدوا شكيمة فرس وان احدهم قد سقط منه قدحه فنادى اصحابه فانتشلوه.
صلى الله وسلم و بارك على القائد المؤسس النبي الامي و رضي الله عن جيل التأسيس اجدادنا الصحابة الكرام اذ يقول الفاروق ” نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله “.
هذا هو سعد بطل القادسيه و اجدادنا الصحابه الكرام قد ضحوا بارواحهم من اجل حرية الآخرين ، فهل يضحي العرب الاحفاد ولو بالقليل من أجل حريتهم هم على الاقل .
في الختام لا املك الا ان اقول ” يا سعد لو تشوفن ” لو ترى احفادك اليوم في بلاد العرب كيف هي حالهم؟! .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى