يا دولة عمر الرزاز: آن لحكومتك أن ترحل !!

يا دولة الدكتور عمر الرزاز: آن لحكومتك أن ترحل !!
د. محمد يوسف المومني

بما انك ارتضيت لنفسك من خلال قبولك بمنصب رئيس الوزراء أن تكون خادما لنا نحن السادة أفراد الشعب ، و كونك أصبحت على راس جهاز الخدمة المدنية المهترئ الذي وعدتنا بإصلاحه كما وعد جويعد أخاه عندما أتاه يسأله طعاما فقال له جويعد إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعها … فلما اطلعت أتاه فقال له جويعد دعها حتى تصبح بلحاً .. فلما صار بلحا أتاه فقال له دعها حتى تصبح رطبا .. فلما صارت رطبا أتاه فقال له دعها حتى تصبح تمراً .. فلما أصبحت تمرا سرى عليها جويعد أخر الليل وقطعها ولم يعط أخاه شيئا ! فماذا نتوقع منك بعد سنوات عجاف بدأناها نتأمل و قضيناها نتبهدل و خاتمتها بانت على مشارفنا ؟ و ها نحن ننظر إليك انت و فريق الخدم البائس الذين اخترتهم لخدمتنا و إدارة مصالحنا تحملون المناجل بأيديكم اليمنى و ” الحبال ” باليد اليسرى و تتهيئون لصعود نخيلنا و قد كبرت كروشكم و ترهلت أجسامكم من المال السحت الحرام , أنا متأكد أنكم في صلواتكم تدعون الله أن يدخلكم الجنة رغم كل خطاياكم و فاتكم أن أول أنبياء الله ادم عليه السلام طرد من الجنة لخطيئة واحدة ارتكبها و كتب عليه و على بنيه من بعدها الهبوط الى الارض فلا تظنوا أن الله غافل عما تفعلون.
هل قرأت الوصايا العشرة التي انزلها الله على سيدنا موسى و بني إسرائيل أم أن كرهك لهم منعك من أن تقرأها ؟!! فالثالثة تقول “لا تنطق باسم الرب ألهك باطلاً .. و السادسة “لا تقتل ” و السابعة “لا تزن ” و الثامنة تقول “لا تسرق ” و التاسعة تقول “لا تشهد على قريبك شهادة زور” و بما انك رئيس جهاز الدولة الوظيفي و قائده و كونك سمحت لمرؤوسيك الأصغر منك من خدم سادتكم الشعب و الذين يعملون بتوجيهاتك أن يفعلوا كل ما نهى الله عنه فانك المسئول الأول عن حالنا و هو اننا لا نقبل أن تتهمنا انت بالعبثية و عدم المسئولية و الفساد فالناس على دين ملوكهم انت رب بيتنا و الدف بيدك و كلنا نرقص على أنغام ما تنقر.
نحن كنا … نعم كنا نتأمل أن تصلح ما بدأه المفسدون سلفك كما تدعي … وتأملنا خيراً عندما تم تكليفك بتولي رئاسة الحكومة و لكن يبدو انك استحليت منافع ما أرسى عليه سلفك … و خبرت دهاليز الرئاسة و عرفت كيف تستخدمها لمنافعك و منافع عصبتك ضاربا بحذائك الأسود اللماع عرض الحائط آمال وتطلعات الشعب الجائع المعذب الذي توهم لوهلة من الزمن انك خادمه الأمين و أنك من سيمنحه الفرصة أن يرى القانون والعدل يسود في دولته كما يحلو لك أن تصف نفسك , أين العدل في الوظائف والشفافية والنزاهة في التعيينات الذي وعدتمونا بها و نحن ما نزال نتلفت كلما رن هاتف احدنا ؟ أين الخدمات التي وعدتمونا بإصلاحها ، هل من المقبول و نحن في القرن الحادي والعشرون أن نعيش في بلد التسيب والفوضى والتطاول على المواطنين والدعارة وتجارة المخدرات تعم جميع اجزائه ؟ والبطالة تنتشر في اوساط خريجي الجامعات ؟ والواسطة والمحسوبية والشللية اصبح لها مناهجها وتدرس في مدارسنا وجامعاتنا ؟ وبعض مناطقنا ما زالت تشرب الماء الملوث ؟ و تخنقنا أكوام القمامة ؟ وبعض قواتكم الأمنية البعيدة عن التعامل الحضاري و التهذيب تتعامل مع من ينادي بحقه بكل قساوة _وما جرى مع اعتصامات المعلمين خير شاهد على ما اقول _ تاركه اللصوص والسكارى والبلطجية والفاسدين المفسدين تسرح وتمرح بلا رقيب ولا حسيب… هل يعقل أن نبقى دولة شعارها الانسان اغلى ما نملك وجميع الوافدين يفضل علينا ؟ هل يعقل ان تبقى وسائل اتصالاتنا ومياهنا وكهربائنا ومطاراتنا وثرواتنا الطبيعية التي حبانا الله بها في ايدي شركات لا يهمها إلا استنزاف المواطن بعد ان مكنتها سياسة الخصخصة من رقابنا ؟ هل يعقل ان تصبح اسواقنا مرتعاً لكل غذاء ودواء فاسد في العالم ؟ هل يعقل ان يصبح حلم المواطن الاردني شراء كيلو بندورة او خيار او بطاطا او غيره من الخضروات بعد ان تغول علينا حيتان ومافيات الاقتصاد وأصبحوا يحتكرون غذاء المواطن ؟ أم و أم و أم …. لا تقل إن هذا نقداً هداماً بل انظر إلي نفسك و إلى بطانتك المخجلة التي من حولك و لا تتعكز على الوضع الأمني الذي ما ساء إلا من سوء أدارتك و ابتعادك عن الحكمة في التعامل معه… فبدلا من أن تكون أباً للجميع .. حانياً على أبناءك مهما كانت خطاياهم فهم أبناؤك أولاً و أخيراً … و إصلاحهم بالمحبة هو أول واجبات الآباء تجاه ألأبناء ، نراك أمعنت في تقسيم الشعب ألى شرفاء (و هم جماعتك ظالماً أو مظلوماً ) و أعداء أنجاس و هم كل من يختلف معك في الرأي و الفكر و المذهب و القومية… لن تنطلي علينا محاولاتك الساذجة المكشوفة للنأي بنفسك عن الإسلاميين أو تقليدك للعلمانيين فنحن نعرف معدنك و تيارك الفكري / السياسي الذي تربيت فيه و تقوده الآن ، فهو مناطقي شللي يحب السلطة والتسلط أخرق كغيره من التيارات التي تتغنى في حب الوطن وهي بعيده كل البعد عن مصلحة الوطن … كل ما هنالك انكم ترتدون بدلات و أربطة عنق حريرية بدلا من الدشاديش والقمباز وبدلات الفوتيك … وتركبون افضل السيارات بعد ان كانت اقدامكم تتورم من لبس الصنادل البلاستيكية … وأصبحتم تتعطرون بالروائح العالمية بعد ان كانت رائحة اجسادكم لا تفارقكم إلا ليلة العيد…
لن نقول لك و لخدمنا من تابعيك اتقوا الله فينا فأنتم مسئولون عنا ، فانتم لا تعرفون الله ولا المسؤولية و لو كان لديكم ذرة من الإحساس لفاضت جباهكم عرقا و لما نمتم الليل خجلا و حزنا على ما فعلتموه بنا و ما لم تفعلوه لنا… و لا يكفينا أن تقول أنا اشعر بمشاكلكم و اعرف معاناتكم لان وصف المشكلة لا يعني حلها ، و رحم الله امرئ عرف قدر نفسه … تنحى عن قيادة المركب لمن يجيد قيادتها قبل أن تغرق بمن فيها… اخجلوا من أنفسكم فقد جعلتمونا لا شيء بألقابكم و دولتكم و معاليكم و سيادتكم بدلا من أن تخشوشنوا و تكونوا اكرم الناس عند الله بتقاكم .
و أخيرا و بما انك لم تخدمنا كما يجب وما فتأت تدافع عن فشل و فساد عصبتك و جمعك بدلاً من أن تقومهم ، وهذا إخلال بواجبك الذي عينتك أنا وبقية المواطنين من اجل القيام به ، فاني كمواطن اردني كابر عن كابر… اعشق تراب الاردن… حر أمارس حقي الدستوري المكفول… انهي خدماتك بالنسبة لي و اطلب منك أن تذهب لتبحث لنفسك عن عمل يليق بقدراتك انت و جمع طاقمك الذين تقودهم … و لا تقل أني تجاسرت عليك فأنت جئت لخدمتي كمواطن و لم تفعل ، و أنا ند لك أمام القانونين السماوي و الوضعي كوننا من خلائق الله و مواطنين متساويين في الحقوق و الواجبات كما جاء في الدستور و إن كنت لا تعرفني فانا اعرف قدر نفسي و من اكون ، و ألأيام و يوم ألحشر بيننا سجال , اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى