لماذا أعلن «حزب الله» سحب قواته من الحدود السورية؟

سواليف

يرى مراقبون أن سحب حزب الله لقواته من الحدود اللبنانية – السورية، جاء بالتزامن مع تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمام مجلس الأمن الدولي، والذي أبدى ملاحظاته على القرار الدولي 1559، وأدان بعبارات شديدة اللهجة نشاط حزب الله في الخارج، فيما لم يستبعد المراقبون أن تكون خطوة الحزب تكتيكاً إيرانياً يرمي إلى امتصاص حالة التدافع الدولي تجاهها.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وفي كلمة ألقاها الخميس في إحياء الذكرى الأولى لمقتل أحد قادة الحزب مصطفى بدر الدين في سوريا، أعلن أن حزبه بدأ في تفكيك مواقعه العسكرية على الحدود الشرقية مع سوريا من جهة الأراضي اللبنانية، وسيقوم بإخلائها لأن المهمة أنجـزت، على حـد تعبـيره.
ويقول الناشط السياسي السوري في مجال حقوق الإنسان فيصل الأعور إن إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله سحب قواته من الحدود السورية جاء بعدما وصلت أنباء للحزب من واشنطن، بأن البيت الابيض يدرس فكرة إقرار عقوبات جديدة على جماعة الحزب وأنصاره، خاصة وان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي إيد رويس يعد عقوبات ضد شخصيات مناصرة لحزب الله في لبنان، مما قد يؤدي إلى تدهور خطير لاستقرار لبنان، من خلال ادراج الولايات المتحدة للحزب على قائمة المنظمات الإرهابية
وقال الأعـور لـ «القدس العربي»، إن «حـزب اللـه ودرءاً للعواقـب، سارع للإعلان عن سحـب قواته العسكرية من الجهة اللبنانية على الحدود الشرقية مع سوريا، بذريعة أن منطقة الحدود الشرقية مع سوريا أصبحت آمنة بدرجة كبيرة وأنه لا داعي لوجوده هناك بهدف الخروج بمظهر المنتصر أمام الرأي العام».
وأوضح الأعور أنه «ليس غريباً ان يتخذ حزب الله هذا القرار، خصوصا مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في تقرير تقدم به لمجلس الأمن، طالب من خلاله الحكومة والجيش اللبنانيين لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع حزب الله من الحصول على أسلحة وبناء قدرات شبه عسكرية خارج نطاق سلطة الدولة، والذي اعتبر ذلك خرقا للقرار 1959، إلا أن ذلك لا يعني أن حزب الله سيسحب قواته من سوريا، فهي بلا شك ستبقى لأنها ملزمة بدعم نظام الاسد طالما ان إيران مستمرة في ذلك».
ورجح الباحث السياسي جلال سلمي وجود «ضغوط روسية» ترمي إلى تخفيف نفوذ إيران الميداني المتمثل بحزب الله، لإرجاع كفة ميزان القوى لصالحها أولا، ومن ثم كسب مواقف الدول الفاعلة في سوريا.
وأضاف : «إن تراجع القوة الاقتصادية لحزب الله على الصعيد الداخلي، بالإضافة إلى تراجع المحفز الذاتي للمقاتلين يعتبران من العوامل الهامة في ذلك، فحسب مصادر مطلعة، تراجعت وتيرة تبادل قوات حزب الله المقاتلة في سوريا من شهرين إلى أسبوعين، بمعنى الجندي الذي كان يقاتل لشهرين أو أكثر بات يبدي عدم رغبته في ذلك، ما اضطر قيادة الحزب لتخفيف مدة القتال، كما أن التهديدات الإسرائيلية لشن حرب على لبنان هو احد العوامل التي يمكن ان تحسب على الصعيد الداخلي».
ولم يستبعد سلمي ان تكون خطوة حزب الله «تكتيكاً إيرانياً يرمي إلى امتصاص حالة التدافع الدولي تجاهها، في حين تم وضع انسحاب الحزب من قواعد محاذية لسوريا وليست داخل سوريا بعين الاعتبار، نستدل فعلاً ان الامر تكتيكي وليس استراتيجياً قد ينتج عنه تغيرات جذرية في سيرورة المعادلة السورية».
يشار إلى أن المعارضة السورية المسلحة كانت قد حاولت مرارا وتكرارا على مدار السنوات الماضية إجبار ميليشيا حزب الله على الانسحاب من الحرب السورية بنقل حربها ضده إلى العمق اللبناني، من خلال استهداف معاقله الأساسية، إضافة إلى سلسلة من العبوات التي لاحقت بعض مواكب مسؤولي ومقاتلي حزب الله، فضلاً عن استهداف بعض المواقع العسكرية للحزب على الحدود ببعض الصواريخ على فترات متتالية إلا أن جميع تلك المحاولات بات بالفشل بكف الحزب عن التدخل بالشأن السوري.
القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى