خمسة دروس من قصة نذير!

خمسة دروس من قصة نذير!

د. ذوقان عبيدات

إن هدف هذه المقالة هو بيان التغييرات التي حدثت على مستوى المواطن الأردني من حيث الوعي ، وربما فاجئني بعض هذه التغييرات.

أعترف أولا بأن وزير الصحة السابق ليس شخصية خارقة، بل إنسان عادي جدا كسائر خلق الله.

مقالات ذات صلة

وحين كتبت مقالتي الأولى في الأول نيوز، فوجئت بحجم التعليقات عليها، فقد كانت خمسة أضعاف التعليقات على أي مقالة لي !! كما شاركها اثنان وأربعون شخصا، مما يعكس سعة انتشارها أو انتشار الموقع الأول نيوز، أو ثقة المواطنين بوزير الصحة السابق.

ويهمني هنا أن أورد كيف رأى الأردنيون نذير عبيدات :

  • إنه شخص هادئ يتحدث بثقة، وكلامه موثوق ومطمئن ولم يبالغ في نشر معلومة، ولم يعطِ آمالا غير حقيقية لأحد.
  • إنه شخص أكاديمي يتميز بالدقة والموضوعية والعمق، فلم يكن شعبويا ، مع أنه نال شعبية حقيقية، فما يتحدث به ينُمّ عن معرفة علمية، ومتابعة للتطورات في العالم.
  • إنه شخص مخلص لوطنه– وهذه بنظري ليست ميزة لأحد- فكل مواطن أردني مهما كانت مواقفه، هو مخلص للوطن ومنتم له ولكني هنا أنقل ما عبّر عنه الأردنيون نحوه.
  • إنه شخص يعرف ما يريد، لا يجاري التيار، يتحمل المسؤولية بشجاعة ولم يتهرب منها، كان أول من وصل إلى موقع الحدث، ….. .

هكذا رأى الأردنيون نذير عبيدات وبعيدا عن هذه الشخصية الهادئة، فإنني أسجل الدروس المستفادة مما سبق :

  • الدرس الأول : الأردنيون أكثر وعيا مما يعتقد، ووسائل الاتصال ليست كلها عشوائية ، والأردنيون يدركون الأمور وحقائقها، ولا يأخذون ما يطفو على السطح، فالشعب واعٍ ومسؤول فلا داعي للتذمر من بعض انفلاتات.
  • الدرس الثاني: الأردنيون يميزون بين المسؤولين، فليس كل المسؤولين مرفوضين شعبيا ، وبذلك فإنهم مقيمون وفق معايير : ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره.
  • الدرس الثالث: الأردنيون يدركون أن الإعلام الرسمي أكثر تضليلا من انفلات الإعلام التواصلي الشعبي فلم يشترِ الأردنيون الرواية الرسمية عن الإقالة وغيرها.
  • الدرس الرابع: الأردنيون يثقون بالقضاء الأردني ، وعلى سبيل المثال لم ينزعجوا من مثول الوزير أمام الادعاء العام .فليس هناك أحد فوق القانون، ويا ليتهم يحتكمون إلى القانون !!
  • الدرس الخامس: الأردنيون يمتلكون ذاكرة قوية ويربطون الأحداث ببعضها، ولذلك يرفضون محاولات تشويه السمعة التي يتعرض لها شخص عمدا وقصدا، فمحاولات التشويه الرسمية كانت دعما شعبيا معاكسا.

هذه الدروس هي ما يجب أن نبني عليها خططنا وتفكيرنا ، وكلها تعكس وعي الشعب الأردني في هذه المرحلة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى