
وقفة مع اية
#خلق #الانسان وخلق #الكون
هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرا. (١+٢سورة الناس)
لم يشأ الله تعالى في هذه الايتين ان يذكر الانسان بأنه خلقه من العدم وذلك لأن الانسان لم يشهد خلقه من العدم. ولكنه يشهد بلا خلاف بين الناس انه اتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكور. كان نطفة ثم امشاج اي اخلاط ولعل ذلك يعني اختلاط النطفة بالبويضة وتكون ما يسمى بالزايجت ثم اذا به سميعاً بصيرا. ان هذه الاطوار بحد ذاتها معجزة مذهلة مفحمة جديرة ان يخر الانسان بعد ادراكها ساجدا لرب عظيم. حتى وإن لم يشهد خلقه من العدم. فما تم منذ النطفة هائل معجب معجز.
دعني انتقل بكم الى حالة مشابهة تماماً. وهي خلق الكون. ليس من الضروري مجادلة الملحد في ان الكون خلق من العدم. فهو لا يسلم بذلك. ولكنه يسلم بل هو من اكتشف ان الكون كان نطفة او ذرة ثم جرت عليه تغيرات فاذا به كون ذا نجوم ومجرات وارض بها نباتات وحيوانات وبشر. ان لم ترى ايها الانسان خلق الكون من عدم ، الا يكفيك هذا التطور المذهل من نطفة كونية الى هذا الجمال والكمال والاتساع والروعة! الا ترى جمال رقيقة الثلج تحت المجهر اين كان كل هذا الجمال عندما كان الكون شيئا غير مذكور. اين كنت انت واين كانت النطفة البشرية التي خلقت منها في تلك النطفة الكونية المضغوطة !. واذا كان خلق الانسان من نطفة معجب معجز فخلق السموات والارض اكثر اعجازا واعجابا.
( لخلق السموات والارض اكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون) غافر ٥٧
فتبارك الله أحسن الخالقين.




