وقت الحساب

وقت الحساب
د. محمد شواقفة

هل يحق لنا أن نحلم بأن أبسط حقوقنا في محاسبة أي مسؤول؟. ليس بيننا و بينهم أي خصومة و لا مصلحة لنا عندهم و لا عندهم لنا. لا يهمنا كثيرا الأسماء و المواقع و لكنهم تسلموا البلد بحال سيئة و بدأوا يجمعون أغراضهم استعدادا للرحيل و البلد في حال أسوأ بكثير.
هل يحق لنا أن نحلم بأننا نستطيع أن نسأل، ماذا قدمتم؟ و ما تركتم؟
“قفوهم إنهم مسؤولون”
هذا أمر من رب العباد لينتشر العدل و الأمن و لن نقول السلام لأسباب سياسية بحته.
هل لنا أن نحلم بأن نسألكم اذا كانت إقامتكم في الأردن جيدة و لم يزعجكم الشعب الذي لا يعجبه شئ؟ و هل قام النشامى بواجبهم تجاهكم فأكرموا نزلكم و كانوا خيرا لكم من أهلكم و ذويكم.
هل لنا أن نحلم بأن نسألكم؟ هل كانت نزهتكم بيننا مفيدة و إستفدتم منها كثيرا أو قليلا؟ لا نريدكم أن تشعروا بأنكم أضعتم الوقت في محاولة الاستفادة من موارد البلد و نرجو بأن لا تكونوا تعذبتم في عمليات نقل الأموال للملاذات الآمنة و لم تقس عليكم أجهزة الرقابة و التفتيش و بالطبع نعتذر عن تصرفات بعضنا ممن حاول أن يعكر صفو حياتكم باتهامات واضحة و ادعاءات حقيقية.
هل لنا أن نتساءل؟ كيف سنستطيع العيش و الاستمرار بدونكم؟ ألم تتركوا فينا أبنائكم و أحفادكم و أنسبائكم و أقربائكم ليواصلوا مسيرتكم التي لا نعلم إن كان يحق لنا أن نتحدث عنها.
هل يحق لنا أن نحلم بأن نسألكم عن إنجازاتكم التي نسمع عنها و لا نراها و لا يستطيع أحد أن يسميها أم لننتظر منكم أن تسطروها في كتاب سيرة ذاتية نحتفل بتوقيعه اذا لم يداهمنا الوقت و ننشغل ببطل جديد.
هل من حقنا أن نفكر بمحاسبتكم؟ فلا توجهون لنا اللوم لأننا صمتنا و لم نبك و لن نشكي و لم نعترض و لن نحتج.
هل لنا أن نتساءل؟ و لا أعتقد ذلك ، ماذا سأقول لطفلي الذي وعدته بمستقبل مشرق وجميل و هو يعلم أنكم رهنتم حياته و مستقبله لنهاية القرن.
هل لنا أن نسألكم؟ هل تحتاجون مزيدا من الوقت لتجهزوا على ما تبقى من مقدرات هدرت أو مشاريع فشلت، أم أن الطريق إلى الهاوية باتت طريقا واضحة المعالم لا ريب فيها.
هل لنا أن نسأل؟ لماذا لا نحاسبكم لربما بقي لديكم مزيدا من حقوق و نحن لا نرغب بأن تغادروا حياتنا و لكم في ذمتنا فلسا واحدا.
هل أنتم فعلا بشر لديكم ضمير مثلنا، هل تعرفون الله و هل تخافونه؟
نعلم يقينا أنه لن يحاسبكم أحد و بأنكم لن تغلقوا الباب وراءكم عندما تغادرون، لأنكم ستعودون بشكل جديد و هيئة مختلفة.
لكن تذكروا أن يوم الحساب قريب!!!
“دبوس… حاسبوهم”