الدجاج المخرب / زهير البلاونة

الدجاج المخرب
كانت تربية الدجاج البلدي جزء من الحياة الاجتماعية الدارجة في المجتمع القروي الاردني فهو المصدر الرئيسي للبيض ومصدر ثانوي للحم . كانت جدتي الله يرحمها تتولى امر تربية الدجاج فهي تتفقد الدجاج في الصباح والمساء وتقدم له العلف والماء، وفي الظهيرة تجمع غلتها من البيض .
غالبا ما توكل الي مهمة جمع البيض من الخم واتقبل هذه المهمه بروح رياضية عالية طمعا بمكافئة بيضة طازجة . ففي حال سماع صوت صياح احدى الدجاجات، اتوجه مسرعا لاحضار البيضة قبل ان يتسلل احد الاولاد ويسرقها. اتفقد المكان جيدا واجمع الغلة المتوفرة لكن هنالك دجاجه تصيح كل يوم معلنة انها أنتجت بيضة فعندما اذهب للخم لا اجد بيضا بل صوت عويل دجاجه فقط .
رجعت لجدتي واخبرتها انه هنالك دجاجة تتخوث علينا فاستشاطت غضبا وخرجت معي للخم مسرعة واجرت عملية بحث بنفسها ، ثم امرتني بالقبض على الدجاجه الخائنة المخربة التي يرجح انها تبيض بخم جارتنا ام علي . فانطلق حافيا مثل الطلق بسرعة 20 فحجه لكل ثانية وراء الدجاجة المطلوبة ، وبعد مطاردة دامت لاكثر من نصف ساعه وقطع مسافة لا تقل عن 3 كلم تمكنت من القبض على الدجاجة المجرمة .
بعدها اقوم بتسليمها لجدتي وهي مكتوفة الارجل . لتقوم بخبطها كمن كف وتوجه لها كلام قاسي جدا وجارح …..البعض منه ” يا مخربة شو عاجبك بخم ام علي، عندها علف اكثر مني؟؟ ولا خمها اكبر من خمي؟؟؟”.
المهم يتم ربط الدجاجه داخل الخم واحكام الاغلاق عليها لعدة ايام حتى تعتاد على احترام العادات والتقاليد المتبعة داخل الخم وقد تفشل احيانا عملية الاقناع القسرية هذه.
هنالك تشابه كبير بين الدجاجة الخرابة وبعض الشخصيات الاردنية الذين واستغلوا مواقعهم في الدولة وسرقوا مقدراتها واصبحوا بين ليلة وضحاها من اصحاب رؤوس الاموال الضخمة وانشأوا شركاتهم واستثماراتهم الخاصة خارج الوطن .
ببيضوا برا البلد وبقاقوا عندنا………

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى