وفاة البطل غسان حجازين .. بعض من رائحة الكرامة

سواليف
توفى الجمعة البطل غسان خليل الطرمان.
والبطل غسان خليل سالم حجازين ( أبو زياد ) من مواليد السماكية ، التحق بسلاح الهندسة الملكي بتاريخ 1958/6/17 ويحمل رقم عسكري 77326 .

بعد هزيمة حزيران تم إعادة تشكيل القوات المسلحة في معسكرات خو وإعادة تموضعها على طول خطوط المواجهة مع العدو لتبدأ بعدها معارك الإستنزاف اليومية بكافة أنواع الأسلحة ، وكان هذا البطل ضمن جبهة القاطع الشمالي والذي كانت مدنه وقراه تتعرض يومياً للقصف المدفعي والجوي ، سقط على أثره المئات من الشهداء المدنيين والعسكريين ، وكانت قواتنا المسلحة ترد عليه بقصف مماثل على المستعمرات الإسرائيلية وعلى مصادر النيران وفي نفس الوقت تقوم ببناء خطوطها الدفاعية والتي تشمل زراعة الألغام في الخطوط الأمامية للجبهة لمنع تسلل العدو ،

وكان بطلنا من المبدعين في عملية زراعة الألغام إلى أن كان يوم 1968/6/28 وأثناء عمله بزراعة الألغام ضد الأفراد في منطقة الشونة الشمالية على جانب الشريعة إنفجر أحد الألغام بين يديه ليفقد الوعي ويصحو بعدها في أحد المستشفيات العسكرية وقد بترت كلتا يديه بإستثناء أصبع واحد مع إصابات خطيرة في عينيه .

نقل البطل غسان حجازين إلى لندن للعلاج ليمكث فيها خمسة شهور ويعود بعدها بعزيمة أكبر ولكن بيدين صناعيتين تعينانه على خدمة نفسه وبناء وطنه .

بعد أن أُحيل بطلنا على التقاعد بتاريخ 1972/11/21 برتبة عريف لم يقبل شموخه وعزة نفسه الجلوس في المنزل فعمل حارساً لدى جمعية المتقاعدين العسكريين على المؤسسة العسكرية لمدة 16 عاماً كان خلالها مثالاً للتفاني والإنضباط العسكري والآن يفتخر بطلنا بأنه يعتني بيديه الإصطناعيتين بأشجار الزيتون في مزرعته في بلدته السماكية وإستطاع براتبه التقاعدي والبالغ 290 دينار أن يعيل أسرته المكونة من ثلاثة ذكور أحدهم يعمل الآن مدرس في جامعة مؤتة والثاني وكيل أول بالقوات المسلحة والثالث في سلطة المياه وإبنتين الأولى برتبة رائد في الخدمات الطبية الملكية والثانية مدرسة في وزارة التربية دون أن يمد يده لأحد .
انا لله وانا اليه راجعون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى