وعود بلا قيود

وعود بلا قيود / يوسف غيشان

 بعيد عودة الحياة البرلمانية في الأردن عام1989  اجتمع احد المرشحين في قرية أردنية مع أبناء القرية  وشرع في طرح برنامج انتخابي (أخو فلاّته)، حيث قال بأنه سوف يقضي على الفقر والفساد والبطالة ويحرر المرأة ويرقع طبقة الأوزون.
بعد ان انتهى من سرد إنجازاته، قال اكبر أهل القرية عمراً وحكمة، اسمع يا ولدي هذه القصة:
– في إحدى سنوات القحط جاء أعرابي إلى فلاح وطلب ان يستدين منه عدة صاعات من القمح حتى يطعم أولاده لحين موسم الحصاد، لكن الفلاح طلب منه ضمانة للسداد، بأن (يمعط) الأعرابي ثلاث شعرات من لحيته ويتركها أمانة لدى الفلاح لحين موعد التسديد.
عزّت على الأعرابي هذه التضحية، فعرض ان يترك دابته أو بارودته، لكن الفلاح أصر على الشعرات الثلاث، تذكر الأعرابي جوع أبنائه فوافق واقتلع ثلاث شعرات من لحيته على مضض وهو يكاد يبكي، وحمل القمح وعاد إلى القرية.
في الطريق لاقاه أعرابي آخر، وسأله كيف حصل على القمح، فسرد له القصة من طقطق لسلامو عليكو، ولما كان الأعرابي الآخر بلا ذمة ولا ضمير، فقد قرر ان ينصب على الفلاح ويحصل على القمح.
لما وصل طلب منه الفلاح ذات الطلب، فما كان منه إلا ان (معط) فوراً كمشة كاملة من لحيته وسلمها للفلاح، لكن الفلاح رفض استلامها ورفض إعطاءه القمح، ولما اندهش الأعرابي من الرفض سأله عن السبب فقال الفلاح:
– لأن (معطك) مش معط سداد!!
نعود إلى الشيخ والى مرشح الانتخابات، الذي قال للمرشح:
– وانته يا ولدي معطك مش معط سداد.
هرب المرشح خجلاً..
..وبعد مرور أكثر من عقد على هذا الحكاية ما يزال بعض المرشحين يطلقون ذات الوعود ، لكن الشيوخ الحكماء ماتوا، ولم يعد احد يردع المدعين والكذابين.
قريبا جدا ستسمعون معطا بالكمشة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى