وطن تعذبه الأزمات / فايز شبيكات الدعجه

وطن تعذبه الأزمات
فايز شبيكات الدعجه
كانت الأيام الماضية مكسوة بالسواد ودخلنا على حين بغتة في ظلمات ثلاث . ما إن أفقنا من صعقة تفجيرات السلط حتى أتانا عذاب أحداث عجلون ، لنلج مرة أخرى في ظلمة التعيينات وتأكيدها بلكمة موجعة جاءت هذه المرة على يد رئيس الوزراء باستخدام دفعة تعيينات مماثلة ردا على احتجاجات عموم الشعب .
في السلط ارتقى شهيدان بانفجار ألغام ما تبقى من متفجرات خلية السلط التي القي القبض على أعضائها نهاية العام الماضي ، وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي حاليا حرب الكترونية تستخدم فيها كافة قواذف الاتهامات والانتقادات ، عززها تأجج أحداث عجلون بعد ان قتل مواطن هناك نتيجة احتكاك مع دورية للأمن.
الأوضاع الداخلية مشحونة ومرشحة الى مزيد من التردي والسوء، وحكومة الرزاز استفزازية وتعاني من حالة مراهقة سياسية أخذت تقض مضاجع كافة الأردنيين ، وتدفعهم الى حافة التمرد ، وأصبحت تراودهم الرغبة في العصيان .
أنجبت الحكومة معضلات مفتعلة بددت قيم الشفافية والنزاهة ، وانتقلت بنا من أزمة إلى أزمة، وأصبحت بحد ذاتها مصدر غزير للبؤس والشقاء، حتى لقد وصفت بأنها شر حكومة أخرجت للناس، وفي الآونة الأخيرة أخذت تكبوا كبوة تلو كبوه، وقدمت ما يكفي من الأدلة على أنها ليست على معرفة بأبجديات الحكم الرشيد ، حتى ليتخيل ألينا أن هدفها بات لا يتجاوز السعي لإلحاق الهزيمة بالشعب.
أجواء مشحونة شكلت بتشعباتها المختلفة بداية انطلاق لنوع متطور من الهياج ، والشعارات المؤسفة على الدوار الرابع تجاسر رافعوها على الرموز ، ووصلت إلى خطوط شديدة الاحمرار ما كنا نتوقع او نتمنى سماعها.
دهاليز وخبايا وغموض وعهد قاحل . والمزيد من الوعود ، والمزيد المزيد من الفقر والبطالة والجريمة والمخدرات . والأحكام القضائية الصادرة بقضايا الفساد الكثيرة المحولة من هيئة النزاهة ومكافحة الفساد شبه معدومة وهي حالة غريبة أصبحت محلا للتساؤل والاستفهام.
إلى أين نتجه !!!؟. ومن يمسك بمقود الدولة الأردنية ومن ذا الذي يحد مسار الوضع الداخلي!؟ ..سؤال الساعة الشامل فرض نفسه علينا بإلحاح في لجة الأحداث …سؤال حائر لم بعرف له جواب. وبصراحة لم نعد نثق بشيء وبدأنا نشعر بالغربة وبأننا تائهون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى