وطني لو شغلت بالخلد عنه / أ.د يحيا سلامه خريسات

وطني لو شغلت بالخلد عنه

إن الأوطان تبنى بحب وعزم وإخلاص وانتماء مواطنيها، ولا يوجد وطن في الكون لا يحبه أهله ولا يذودون عنه وفي سبيله بالغالي والنفيس، وقد أعتبرت سابقا مقدار التضحية والإخلاص مقياسا لحب الأوطان، وقد تسابق الناس واجتهدوا في ذلك، كل حسب قدراته العقلية والجسدية، فكل قادر على التضحية وتقديم الأفضل لوطنه، وبالمقابل أعتبر الوطن الحضن الدافئ الذي يلجأ إليه الناس ويحتمون بحماه، ويشعرون في ربوعه بالأمن والأمان والنشوة والطمأنينة والحيوية.
إن الظروف الإقتصادية الصعبة وفساد بعض المسئولين ممن تسلموا زمام أمور البلاد والعباد، وقلة الموارد والإمكانيات، ألقت بظلالها على مجمل الاقتصاد الوطني، وأثقلت موازنته وأدخلته في العجز والدين المتراكم، حيث أصبحنا ننفق أكثر مما ننتج، وهي بحد ذاتها معضلة اقتصادية، ومع استمراريتها وعدم وجود الحلول لإيقافها أو التقليل منها زاد الدين وتغلغل التضخم والعجز.
إن عدم جدية التعامل مع هذه الملفات الحساسة في البداية أدخلنا في أزمة عدم الثقة بين المواطن العادي وصناع القرار، وتعمقت وزادت هذه الفجوة يوما بعد يوم.
إن بزوغ فجر جديد من الجدية في التعامل مع تلك الملفات يبعث في النفس الأمل ويعيد تجديد الثقة، وهنا لا بد من الاستمرار في تلك الخطوات بحزم وجدية لنستعيد ثقة المواطن، وهذا يتطلب الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات البلد، مهما كان نفوذه، فالوطن أهم من الجميع وفوق الجميع وللجميع.
حمى الله بلدنا الحبيب “الأردن” وجعله واحة للأمن والأمان وسخر له من أبنائه من يسعون لرفعته وحماية مقدراته ومكتسباته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى