وصيتي / جمال الدويري

وصيتي…
اجمعوني كلما بعثرتني الريح اعتباطا، مثل غيري في الزوايا،
بعثروني كلما زادت الأعباء، وساءت مثل اعمالي الوصايا،
واغسلوني بتراب الأرض، واتركوا الماء لغيري، لتغتسل البغايا،
واعذروني، احذروا مسحا لجوخ الخام، فالأكفان صادقة الثنايا،
واكتبوا فوق اجداثي صدقا، لا رياء، كان شهما دون قيد او خطايا،
هاهنا يرقد منا كاذب، لم يذد عن حوضه، ولا ركب المطايا،
كم خسرنا الف حرب، وانتصرنا الف زور، ورجعنا بالسبايا،
والصبايا…كم مررت الدرب مساء وصباحا، خلف اثار الصبايا،
واذكروني كنت منكم واليكم، لا نبيا، او صحابيا جليلا، لم تنل منه العرايا،
اكل الأكل، وأمشي عبر اسواق القرايا،
واذكروا اهلي، محاسن موتاكم، فرب الكون لم يحاسب بالنوايا،
اردني وصفوي، وجذوري طي عمق الأرض، وفي ايوب من روحي بقايا،
امسح الجرح بملح الصبر، وفي ظهري من خناجرهم دمايا،
وأنا…سيد الصفح، امنحهم رضا، وأمنحهم عطايا،
وعطايا…وعطايا…والاف التحايا،
من انا…؟
ما عدت اعرف من انا، فالحرف اضحى طلسما، وكسرت المرايا،
اقرأوني كيفما شئتم، فاني قبل الف، كنت احيا في جلود الناس، وأسعى كالحيايا،
لا تواروني بثوب الصالحين فانني، اشر وقد ظلم الولايا،
رغم هذا…ازرعوني شتل زيتون وقامات من الكينا، وشيح مر، او زيزفونا بين غابات الأشايا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى