وصفي

وصفي
مصطفى وهبي التل

احتفلت صحيفة الرأي عام 2001 في ذكرى تأسيسها الثلاثين واصدرت يومها ملحقاَ خاصاَ بهذه المناسبة. الملحق تغنى بتاريخ الرأي ونموها واحتفى بالذين ساهموا في نشأتها وتطورها وانتشارها.
الملحق كان شامل في تغطيته ولم يتم استثناء أحد من الذين كان لهم دور في ظهور الرأي وتطورها سوى وصفي التل!
نعم، تناست صحيفة الرأي عام 2001 في ذكرى تأسيسها مؤسسها!
وكأن وصفي لم يكن.
بعد عدة أشهر وفي الذكرى الثلاثين لاستشهاد وصفي اقتصرت تغطية الصحف الاردنية يومها لهذه الذكرى بنشر خبر مقتضب لم يتجاوز بضعة أسطر من (بترا).
لا مقالات ولا تحاليل ولا صور ولا دراسات ولا احتفالات.
وكأن وصفي لم يكن.
(وين كنا ووين صرنا).
أليس كذلك؟
اليوم نفس الجهة التي أجبرت الرأي وغيرها على (نسيان) وصفي عام 2001 كانت اول الحاضرين عند ضريح وصفي في ذكرى استشهاده في سابقة غير معهودة منذ عقود.
(ضربة معلم) بحثا عن شعبية وتقبل من الشعب الأردني.
اليوم نفس الذين حاربوا نهج وصفي في حياته وفي مماته حتى اليوم تصدروا الحضور عند ضريح وصفي في ذكرى استشهاده.
اليوم يتباكى ويتذكر وصفي عند ضريحه من قطع الشجرات التي غرسها وصفي بيديه في مزرعته في الحلابات، بحثا عن حفنة من الدنانير.
اليوم وعند الضريح يتجمع بعض من يدعون أنهم يحملون فكر وصفي بينما هم يقتلونه مرة ومرات بفكرهم الاقليمي والتفريقي ويسلبون وصفي من عروبته الشاملة الجامعة ولا يختلفون عن اعداء وصفي الذين حاربهم حتى مماته.
اليوم ما بين هؤلاء وأولئك ضاع من أمَ ضريح وصفي لان منهج وصفي سكن في قلوبهم وضاع أيضاً من حضر للضريح لأن محبة وصفي ومحبة تاريخه الصحيح ومحبة الاردن بوصلتهم.
معذرة وصفي … (وين كنا ووين صرنا).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى