وصفي رجل الدولة / د.رياض ياسين

وصفي رجل الدولة

يا لذكراك يا وصفي وانت تلك الحالة المتفردة التي قدمتها ايها الشهيد ابو مصطفى لحكاية الأردن المجيدة،جسّدت الأردن والأردنيين في عطائك وشهامتك وتضحياتك، قدمت روحك فداء لبلدك وأهليك وأمتك،وأنت أول من اشترك في الدفاع عن فلسطين سنة 1948، وبنيت مجدا سياسيا وفكريا لن ينساه كل الاحرار العرب والأردنيون.

وصفي استثنائي بكل معنى الكلمة، هو الوطن عندما تريد ان تقرأ أسفار الأنتماء والولاء، هو الهوية عندما تريد ان تبحث عن شخصيتك ، هو العروبة عندما تريد ان تستحضر تاريخ امتنا العربية في اوج الحلم العربي وانكساراتنا في الستينات والسبعينات.

عرف الأجداد وصفي جنديا شهما بطلا ، وعرفه الاباء سياسيا قوميا حرا،وعرفناه نحن بشوق وشغف مقتفين كل ماكُتب عنه وقيل عنه،فالرجل لا تستطيع الا ان تنحني امام غنى شخصه وعمق تكوينه وجدية توجهاته السياسية والحياتية، لم تكن تلك هالة ارتسمت عنه بحكم ظروف صعبة دقيقة مرت بها الأردن تحديدا بعد احداث ايلول 1970م ولكن سحر السياسي وأناقة رجل الدولة واصالة الخطاب ووطنيته كانت حاضرة في وصفي.

وصفي قومي عروبي من طراز مختلف ،عنوان قوميته نبعت من عشقه لوطنه وايمانه بترابها وقداسته،أحب الاردن و لم يزاود على أحد في حبه، وارتقى بروحه سبيل الشهادة فدى الاردن في مصر العروبة آنئذ،دافع عن فلسطين والأقصى قبل ان تولد حركات التحرر الفلسطيني،كان سباقا قدم بدون ان يطلب منه فتطوع حبا وكرامة.

وصفي الإنسان المتواضع الملاصق للناس القريب منهم وهمومهم ،غايته حب الناس وبلده وخدمة العامة بكل امانة بدون السعي لمكاسب شخصية او ماية، حتى يقال بأن الملك الحُسين رحمه الله ق سدد ديونه بعد استشهاده.

التصق وصفي بالأرض، والتصقت هي به، واحبته فضمته باكرا، عشقا وتماهيا مع الحلم، فهو المخلص للأرض العاشق لها،ترابا وزرعا وموطنا للشهيد نهاية المطاف،فالأرض التي عرفها وصفي كانت هي بداية الحكاية وهي الختام، ولعل عشقه للأرض والزرع فاق كل عشق وتيه.
وصفي يا لذكراك التي عاشت بها روحي سنينا.

rhyasen@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى