وصفي…الميلاد ام الشهادة؟ / جمال الدويري

وصفي…الميلاد ام الشهادة؟


السلام عليك يا وصفي، يوم خلقت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيا، السلام عليك ايها الحر في كل الأزمنة والأمكنة، السلام عليك يا دولة الرئيس.
سألني صديق ذات مرة: لماذا نحتفل بذكرى استشهاد وصفي وليس بذكرى ميلاده؟ فأجبت بلا تردد: اولا، نحن لا نحتفل بذكرى استشهاد البطل الفريد وصفي التل، رحمة الله عليه، لأن ذكرى فقده مؤلمة موجعة تدعو للحزن وليس للاحتفال، ولكننا نستذكر وصفي، في ذكرى استشهاده، لنؤكد اننا لن ننساه شخصا ولن ننساه تقدمة وجهدا وتضحية، ونستذكر وطنيته وقوميته وانسانيته، نستذكره قدوة اردنية ورجل دولة نظيف اليد والسريرة، عفيف السيرة والخلق، حرا لم يعش لنفسه ولا لعائلته ولا لمنطقته، بل اردنيا عربيا، حمل فلسطين عنوانا وميدان شرف وجهاد، تماما كما حمل الأردن في كل جوارحه ووجدانه.
ميلاد الشهيد الحي وصفي التل، كان كمثل ميلاد اي طفل عادي اخر، يحتفون به اهله بشمعة وكعكة عيد مع بعض اقرانه من الأطفال،
اما حياة الشهيد ومواقفه الرجولية المتميزة، بين الميلاد والشهادة، وشكل استشهاده، وكيف ومتى ولماذا؟ فهذا هو الذي جعل من وصفي مصطفى وهبي التل، موضع الحفاوة الجدير بالاستذكار والتفكر، ومراسيم تجديد العهد والوعد: لن ننساك يا وصفي، وعلى دربك نمشي ونكمل مشوار حب الأردن وعشقه والهيام به، ومعركة حمايته والذود عنه، ترابا وكيانا ودولة وحدود وطن.
ذكرى استشهاد وصفي، تذكرنا بالمتوازيات المتناقضات، تذكرنا بوفاء وصفي وغدر غيره، بنقاء وصفي وتلوث غيره، تذكرنا بانسانية وصفي، وتوحش غيره، تذكرنا بالشريف النظيف العفيف ، وسقوط غيره وخستهم، تذكرنا بزهد وصفي وايثاره على نفسه، وتسلق غيره وجشعهم وايغالهم بمقدرات الوطن والمال العام.
ولذا…ولغير ذلك كثير، نستذكر وصفي الحر ابن الأحرار، بيوم استشهاده، حتى لا ننسى ان نعمل على رسالته وما استشهد من اجله، لأن وطن وصفي جدير بالتضحية والجهد واكمال المشوار. واحتفال البعض اليوم بمؤية ميلاد (اخو عليا)، لن ينسينا دم وصفي الزكي الطاهر، ولا كرسيه الشاغر منذ خمسة عقود خلت،
رحمك الله ابا مصطفى، رحمك الله يا دولة الرئيس الشهيد، ورحم الله شهداء الوطن والأمة، والمجد للأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى