وسقط الزيف العربي والعالمي

وسقط #الزيف #العربي و #العالمي

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
لقد ساقت وسوقت الحكومات والأنظمة العربية الكثير من #الاكاذيب و @التضليل والمبررات للتقرب وتظهير علاقاتها السرية مع #الكيان_الصهيوني الممتدة جذورها مع الحركة الصهيونية منذ أكثر من قرن وتأطيرها باتفاقيات ومعاهدات تحت ذريعة السلام، فمصر مثلاً سوغت علاقاتها مع الكيان المُحتل بأنها ستُلزمه بالانسحاب من كل الاراضي العربية التي احتُلَّت عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ، وأنها ستتفرغ للبناء والتنمية والتطور ، لكن اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها السادات عام 1978 لم تتضمن اي من هذه البنود ، ونتيجة لتلك المعاهدة المذلة تعيش مصر اليوم اسوأ ايامها! فحالها أسوأ بكثير من تلك السنين العجاف ، اقتصادها منهار وحجم البطالة فيها بحجم المساحة المصرية ، والتضخم يزداد مع كل صباح ، مصر اليوم لا تحرك آلية عسكرية الى شرق قناة السويس إلا بموافقة الكيان الصهيوني ، مصر مثقلة ومكبلة بالمديونية التي أفقدتها سيادتها وثقلها الجيوسياسي .
القيادة الفلسطينية قبيل توقيع معاهدة أوسلو سوقت للشعب الفلسطيني بأنها ستقيم دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة على كامل أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، وانها ستحقن الدم الفلسطيني وستضمن عودة اللاجئين الى ديارهم ، لم تحقق سلطة اوسلو اي من هذه الوعود ، وكل ما جرى خلال الثلاثين عاما الماضية هو تهويد المزيد من الاراضي الفلسطينية وايغال العدو بالدم الفلسطيني وصولاً الى جرائم الابادة والتطهير العرقي ، وصولاً الى تصويت الكنيست الصهيوني -الذي يمثل كل اطياف المستوطنين وكافة شرائحهم- بأغلبيةٍ مُطلقة قبل أسبوع على عدم الاعتراف الاحادي بدولة فلسطين ، وكلمة احادي جاءت لذر الرماد في العيون العربية المتصهينة ، فقرارهم الحقيقي هو عدم الاعتراف بشئ اسمه دولة فلسطين وهم يؤمنون ويقرون ويعملون على يهودية الدولة فقط ، كل ما أنجزته سلطة اوسلو هو نجاحها الباهر في التنسيق الامني فقط ووأد منظمة التحرير الفلسطينية وكل مؤسساتها وادواتها .
أما الأردن فسوّق للشعب الاردني لتمرير معاهدة وادي عربة بأن أنهارًا من الخمر واللبن والعسل ستعم ربوع البلاد ، وان المواطن سيعيش الرفاهية والازدهار والرخاء بمجرد توقيع وإقرار المعاهدة ، وأن الاستثمارات ستهطل علينا بكل اشكالها واصنافها وستعم البلاد ، ولكن ما حدث فعلاً منذ بدء سريان معاهدة العار عام 1994 هو أن كل سنة تجيء تكون أسوأ من سابقتها ، المديونية تتراكم سنويًا ، والفقر والجوع ينتشران انتشار النار في الهشيم ، بالإضافة للانهيار المتسارع للقيم والمنظومة الاجتماعية ، وانهيار القطاعات الانتاجية وخروجها من المنافسة المحلية والاقليمية، والأسوأ هو تحكم الكيان الصهيوني بموارد الطاقة والمياه … الخ .
الدول العربية المهرولة للتطبيع مع الكيان العنصري سوقت لشعوبها أنها بهذا الانبطاح والاذلال سوف تخدم القضية الفلسطينية وأنها ستشكل تأثيرًا وضغطًا على الكيان العنصري للاعتراف بالحقوق الفلسطينية ! ولكن جاء طوفان الاقصى ليجرف معه كل أوراق التوت عنهم ؛ ليقفوا عُراةً امام الشعوب لا شئ يستر عوراتهم ، ليتكشف لشعوبهم بأنهم ما كانوا ولن يكونوا الا في الخندق الصهيوامريكي ، وأنهم اليوم يُغرقون اسواق الكيان الصهيوني بكافة احتياجاته بعدما أغلق اليمن باب المندب بوجه الكيان الاجرامي .
اليوم نلمس هجمة اعلامية من ابواق هذا المحور وهي بالمناسبة نفس الابواق التي صدحت ومدحت وروجت وزيفت للسلام الخرافي ، هجمة اعلامية لزرع الاحباط واليأس وتثبيط العزائم للشارع الفلسطيني خاصة والعربي عامة لما يجري في غزة ، فهم يُظهرون ويبرزون فظائع وآلام الابادة البشرية التي يرتكبها الكيان النازي مُحمِلين قوى المقاومة المسؤولية عنها ، هذه الإبادة التي لا زالت مواقف الكثير من الانظمة العربية تجاهها من أسوأ المواقف بعد كلٍ من امريكا وبريطانيا اللتان ترعيان وتقودان وتوجهان الإبادة في غزة، هذه الانظمة لم تكتف بالحياد فقط ! بل وذهب الحال ببعضهم لدعم اليكان النازي ومن أخطرها الهجمة الاعلامية المدروسة والمنسقة باحتراف لزرع الوهن والجبن في العقل الجمعي الادراكي العربي للخنوع والاذلال والتسليم لأطماع قوى رأس المال الصهيو استعماري في المنطقة ، انهم لا يرون في الكيان اللقيط الذي زرع ليكبر وينمو في احشاء الأمة العربية والأسلامية إلا عونا ونصيرا وحاميا لهم .
المقاومة انتصرت أخلاقيًا وإعلاميًا وعسكريًا ، انتصرت قوة الارادة والعزيمة ، عالم الاستعمار الغربي الذي تباكى طوال 75 عاما على المحرقة المزعومة لليهود هو من يقود ويزود الكيان بكل ادوات القتل والاجرام الأكثر فتكًا وتطورًا لابادة الشعب الفلسطيني ، العالم الذي تباكى على حقوق الانسان والاطفال والمرأة والحيوان والانس والجن هو الشريك الفعلي في هذه الابادة ، المقاومة انتصرت على كل هذا الرياء والنفاق والتضليل ، المقاومة التي كانت محاصرة في غزه والقضية التي كانت تائهة في زواريب اوسلو أصبحت اليوم في كل عواصم وشوارع وحارات وبيوت العالم ، المقاومة كشفت للعالم أجمع ان العربي هو انسان روحًا وسلوكًا وليس كائنًا متوحشًا وله ذنب كما روج له الإعلام الصهيوني والغربي قبل عقودٍ من الزمن حيث بات اليوم الشارع الشعبي العالمي يرى في المقاومة الفلسطينية حركة تحرر وطني وليس إرهابًا وتوحشًا كما زعموا وصوروا ، هذا هو النصر الذي يحول العملاء والخونة بصيرتهم عن رؤيته ويجهدون لتحريفه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى