
من كتاب كليلة ودمنة الكركي ..
الماسورة
يحكى أن ابو الحصيني( الثعلب) راح يستعرض عضلاته امام الاسد محاولا استفزازه غير أن الأسد ضل صامتا بلا حراك، مما جعل ابو الحصيني يتمادى أكثر وراح يطلق كلماته المبتذله ويصف الاسد بابشع الصفات.
استغربت اللبؤة موقف الاسد واستنكرت صمتة ، حين أعلنت احتجاجها، وقالت للاسد أنت تهين قبيلة الاسود وغدا سيتطاول عليك جميع الحيوانات في مملكة الحب والشقاء.
أمام جحافل الصمت قررت اللبؤة أن تؤدب ابو الحصيني وتجعله عبرة لمن اعتبر فانقضت عليه بحركة سريعة غير انه استطاع أن يفلت منها ويهرب مسرعا.
وفي مطاردة مدهشة اقتاد ابو الحصيني اللبؤة إلى ماسورة مختارة ، لم تكن الا فخ لصيد علية القوم .
الماسورة متسعة من الامام ثم تضيق بتدرج لتصل إلى فتحة ضيقة لا تتسع سوى لرأس كبير كرأس الاسد.
دخل ابو الحصيني إلى الماسورة بسرعة فائقة ،وخرج من الطرف الضيق، ولأن رياح الغضب أطفأت سراج عقل اللبؤة بالإضافة إلى رغبتها في ممارسة لذة الانتقام جعلتها تدخل في الماسورة ، خرج رأسها وبقي جسدها عالق بعد أن حشرت نفسها ..
وقف ابو الحصيني على ظهر الماسورة وراح يردد كلمات مسمومة استفزت اللبؤة مما جعلها تحشر نفسها أكثر كلما حاولت الخروج في حين كانت مؤخرتها لم تدخل في الماسورة .
هكذا أطمئن ابو الحصيني للموقف … حتى صار الأمر يشبه إلى حد كبير الغرف الحمراء .
شغل ابو الحصيني كاميراته عالية الجودة وراح يلتقط الصور المخلة بالشرف ل اللبؤة.وقام بتصويرها من عدة زوايا بتقنيات ثلاثية الأبعاد.
هذا الامر جعل ابو الحصيني يمتلك أدوات الابتزاز والتي تضمن له صناعة الدخان بدون دفع ضرائب بالإضافة إلى سهولة التسويق فقد كان الاسد مسؤولا عن ذلك من خلال كشك فتحه الاسد مع زوجته اللبؤة لبيع الدخان المضروب ..
وابو الحصيني راح يقيم موائد الرحمن للخراف ويبحث عن أبواب الجنة في قاعات الفنادق الفاخرة.
كليلة ودمنة الكركي..