(وسائل التواصل) ترفع نسبة الطلاق وتهدد الاستقرار الأسري

سواليف – تؤدي ظاهرة ادمان «وسائل التواصل الاجتماعي» في أحيان كثيرة الى الخيانة الالكترونية والوهم النفسي.

ووفق مختصين وشباب فإن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يزيد الفجوة لتوتر العلاقات بين أفراد الأسرة أولاً وما بين الكثير من الأزواج، ويهدد الاستقرار الأسري.

وبحسب نتائج دراسة علمية أجراها د. محمد الزعبي من دائرة الإفتاء العام، فإن عدد حالات الطلاق بسبب (وسائل الاتصال الحديثة) تقدمت على حالات الطلاق الناتجة عن سوء جمال المنظر أو عدم الكفاية العلمية بين الزوجين، فكانت هذه الوسائل السبب في طلاق 0.6 من عينة الدراسة البالغ حجمها 2315 واقعة طلاق راجعت دائرة إفتاء العاصمة خلال خمسة أشهر.

فيما تسبب كل من سوء جمال المنظر أو عدم الكفاية العلمية في 0.4 من حالات الطلاق لكل منهما، حسب نتائج الدراسة المنشورة في أيلول قبل الماضي.

وسجل الأردن العام الماضي 4523 حالة طلاق 41 بالمائة منها قبل الدخول بحسب إحصاءات دائرة قاضي القضاة.

أستاذ علم الاجتماع في جامعة الحسين بن طلال الدكتور هاشم الطويل يقول إن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يزيد الفجوة لتوتر العلاقات بين أفراد الأسرة أولاً وما بين الكثير من الأزواج، ويهدد الاستقرار الأسري ويمزق أواصر التواصل بين جميع أفرادها، ويؤدي إلى تجمد العواطف، وتزداد درجة العصبية في التعامل في ما بينهم، وتزيد نسبة الخلافات الزوجية، وبالتالي قد تنتج أنواع جديدة من الخيانة الزوجية كالخيانة الالكترونية وما يترتب عليها من أمراض نفسية.

ويرى ان التقنيات الحديثة تقدّم لبعض الناس طرقاً وأساليب لممارسة بعض الأخطاء السلوكية والشرعية والاجتماعية، بل والاقتصادية أيضاً عن طريق الاختلاسات والسرقات الإلكترونية، كما أنها تخلق عالماً رومانسياً مزيفاً خاصة بين المتزوجين، فيصاب أحدهما أو كلاهما بحالة فراغ عاطفي قد يؤدي إلى الانحدار في القيم الأخلاقية دون أن يشعر بذلك في البداية بسبب متعة المغامرة، و(الوهم النفسي) مثل إقناع نفسه أن شخصيته عبر الإنترنت غير معروفة، وأن علاقاته هي علاقات عابرة ولن تؤثر على شريك حياته.

واشاد الطويل بتعزيز الرقابة والاتصال الطبيعي بين أفراد الأسرة، وكذلك التحذير المستمر من عواقب الخيانة الزوجية عبر مواقع التواصل نفسها.

وكشفت احصائيات دائرة قاضي القضاة عن ارتفاع نسبة الطلاق في المملكة الى 6.9%، حيث بلغ اجمالي حالات الطلاق في المملكة العام الماضي 5599 حالة.

واشارت الاحصائيات إلى ان العام الماضي شهد ارتفاعا ملحوظا في اعداد قضايا الطلاق بزيادة اكثر من 1000 حالة عن عام 2014 والذي بلغت اعداد حالات طلاق الاردنيين فيه 4523.

ووفق الاحصائيات فان السنوات الثلاث الاخيرة شهدت ارتفاعات ملحوظة في اعداد الطلاق في المملكة بحيث ترتفع في كل عام اكثر من 1000 حالة عن العام الذي يسبقه، مشيرة إلى ان وسائل الاتصالات الحديثة «الفيس بوك، الواتس اب» ابرز اسباب ارتفاع حالات الطلاق.

وتعترف سناء (30) بأن «الطلاق كان حل مشكلتي مع زوجي مدمن شبكات التواصل، وذلك بعد زواج لم يستمر اكثر من ثلاثة اعوام».

وتضيف «زوجي كان يمضي معظم وقته على شبكات التواصل جميعها بلا استثناء رغم جلوسي معه بغرفة واحدة لا يشاركني الحديث ولا ينظر حتى الي وعندما احاول ان افتح حديثاً معه يهز رأسه دون ان يكون مصغيا لشيء مما اقول».

ولا يبتعد محمود (45) في رأيه عن سناء ويقول «زوجتي اهملت بيتها واولادها واهملتني فهي مشغولة عنا بـ (سناب شات، واتس اب) حيث تفضل قضاء وقتها بالحديث عبر التواصل الاجتماعي مع صديقاتها حتى اهملت نظافة بيتها ودراسة اولادها وتحدثت اليها كثيرا لكن للاسف كانت شبكات التواصل اهم من بيتها وزوجها واولادها للاسف تم الطلاق بيننا وحاليا والدتي تقوم بتربية اولادي وهي لم تكترث بهم ولم تغير عادتها».

ورغم اعترافها بأن وسائل التواصل الاجتماعي «لغة العصر»، تشدد ايات (35) على انه «اصابنا فراغ عاطفي وفجوة كبيرة» وتقول «زوجي يقضي 24 ساعة على الفيسبوك على «الدردشات « يأتي من عمله يتناول وجبة الطعام ومن ثم يجلس على «الدردشة « لآخر الليل وبعدها ينام فلا يوجد اهتمام باولاده ولايعرف اخبارهم فاصبح يهملني و يهمل اولاده وحياتنا كلها مشاكل حتى اثرت على اولادي وعندما طلبت الطلاق قال انه سوف يلتفت لي ولأولادي لكنه عاد الى نفس الوضع وأصبح يمضي كل وقته بغرفته مغلقاً الباب عليه».

وتقول «اصبح بيننا فجوة كبيرة وفراغ عاطفي؛ اصبحت اقضي وقتي واتابع اولادي بكل امورهم وتعودت على بعده بالرغم من وجوده معنا بالبيت».

ويشير الدكتور النفسي محمد ابو شوك إلى ان مساوئ ادوات «التواصل الاجتماعي» تكمن في سهولة الوصول للاشخاص وبأي وقت ودون ان يشعر احد بالتواصل وباتت تنفيساً لهم عن مللهم ومشاعرهم وضغوطات الحياة بهم.

وبين سبب انتشار الخيانات الزوجية هو سهولة التواصل فعند شعور أحد الزوجين بعدم الاهتمام من الشريك الآخر يجد شخصا ما على هذه الشبكة ينفس همه ومن ثم يبدأ ما يسمى «بالتفريغ العاطفي» وان زاد بعد الشريكين عن بعض ازداد التقرب عبر الشبكة ومن ثم التعلق وتبدأ الخيانة بتبادل المشاعر والغزل وقد تنتهي بخيانة فراش الزوجية.

لذلك ينصح كل شخص متزوج يتواصل على الشبكة ان يطلع زوجته على صديقاته الافتراضيات ولا يزيد الحد في المدح والكلام المعسول من باب الصداقة ووضع حد لاي تجاوز وطبعا العكس للزوجة.. ايضا عدم التعود للبوح عن مشاكلنا مع الاخرين والعمل على معاتبة البعض والمصارحة المستمرة.

الرأي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى