وزارة الصحة الاردنية هل تساهم في موت مرضى القلب والأطباء معاً؟!

وزارة الصحة الاردنية هل تساهم في موت مرضى القلب والأطباء معاً؟!

د بهاء الدين التميمي

قبل فترة وجيزة توفي د محمد رمضان في مستشفى حكومي في الاردن بعد ضغط عمل رهيب أصيب بجلطة حادة تسمى STEMI وتوفي بعد يومين نتيجة الجلطة بسبب إجراءات عدم نقله الفوري الى مختبر قسطرة قلب لمعالجة الحالات الطارئة وقد قيل ان السبب بيروقراطي ولعدم وجود برنامج فعال في وزارة الصحة لعلاج هذه الحالات

في كثير من دول العالم حتى غير المتقدمة هناك برامج وطنية في كل دولة لعلاج هذه الحالات، مثلا في جمهورية مصر العربية ذات المئة مليون مواطن ، تم وضع برنامج وطني و التعميم ان اي مريض جلطة حادة يعالج حالا في مستشفيات ضمن خطة طوارئ على نفقة الدولة،حيث ان حالات الجلطة الحادة من ذلك التصنيف اذا لم تعالج خلال ١٢ ساعة فستحدث مضاعفات شديدة قد تفضي الى الموت بينما في الاردن لا يوجد برنامج وطني وبعض المرضى يتم خروجهم من الطوارئ الى البيت وقد يموت بعضهم، او يعطوا أدوية قوية لتمييع الدم قد تعمل او لا تعمل بانتظار التحويل
حدثني زميلي طبيب الأمراض الصدرية ان والده أصيب بجلطة حادة من هذا النوع في احد مستشفيات الزرقاء وكأن المحافظة كلها تفتقر لمختبر قسطرة علاجي يعالج مثل هذه الحالات! ويبدو ان هذه القصص هي غيض من فيض تعكس ضعف خدمات القلب الحكومية وبرامجها على مستوى الوطن.
في الولايات المتحدة والدول الأوروبية وبعض الدول العربية اي مريض يدخل بجلطة حادة من هذا التصنيف يكون ذلك نتيجة تسكير شريان أساسي بنسبة مئة بالمئة ووزارة الصحة الامريكية والجهات الرقابية تسمح فقط ساعة الى ساعة ونصف من دخول الطوارئ حتى فتح الشريان عن طريق القسطرة وحتى ان أطباء القلب يشترط ان لا يسكنوا بعيدا عن المستشفى اكثر من نصف ساعة اذا كانوا مناوبين على الطوارئ.

الاطباء الاردنيون من امهر الاطباء العرب والنظام الطبي الاردني رغم انه خليط من ممارسات مختلفة الا انه في مرحلة ما بلغ مبلغا عظيما في الشرق الأوسط ولكن للاسف النظام الطبي الحكومي ما زال يترنح في بيروقراطية وضعف تخطيطي وإداري ونقص إمكانيات وعدم وضوح الرؤية نتيجة لاسباب كثيرة أهمها ارث الوزارات المتعاقبة

في مجال تخصص القلب والشرايين وهو تخصصي كاختصاصي في الولايات المتحدة منذ خمسة عشر عاماً ارى ان هناك طاقات ضخمة بالأردن وامكانيات كبيرة في القطاعات المختلفة ولكن هناك سوء تنسيق وسوء تخطيط وسوء استغلال للوضع الراهن وهناك معوقات كثيرة لاي تغيير حقيقي.

رغم وجود العشرات من اختصاصي القلب الاردنيين في الاردن وكل انحاءِ العالم لا يوجد في كل مستشفيات الصحة الا اختصاصي واحد لوقت قريب لضعف الرواتب وهناك عدم اهتمام واضح بوضع برامج لعلاج مرضى القلب بشكل واضح ولا يوجد تنسيق واضح بين القطاعات المختلفة الحكومية والخاصة والعسكرية والأكاديمية

الحلول متعددة اهمها إقامة مركز للقلب والشرايين على غرار المثال الناجح لمركز الحسين للسرطان فأعداد مرضى القلب والشرايين اكثر ومرض القلب هو اكثر خطورة وفتكاً من مرضى السرطان وهو اكثر سبب في العالم يسبب وفاة وأضرارا طبية وهذا المركز قد يعتمد على منحات خارجية ويكون شبه حكومي وان تعذر إقامة مركز قلب على غرار مركز الحسين فيمكن إقامة مركز قلب حكومي او شبه حكومي قد يكون اكاديمي يتبع مستشفى الجامعة الاردنية ويتم تحويل الحالات الطارئة له من اماكن مختلفة بصورة مستعجلة

ومن الحلول إقامة هيئة ملكية لوضع استراتيجيات الطب في الدولة مع الأخذ بعين الاعتبار عدم وجود تضارب في مصالح شخصية لافراد الهيئة إنما مصلحة الوطن والمواطنين

مريض القلب الاردني ليس اقل من اي مريض قلب في اي بقعة في العالم ويستحق كل عناية واهتمام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى