وزارة التربية، ما هكذا تُوردُ الإبل!!!

وزارة التربية، ما هكذا تُوردُ الإبل!!!
د. خولة مغربي

ألا يكفي التَّوتر الذي عانى منه طلبتنا في بداية العام الدراسي، نتيجة إضراب المعلمين، الذي كان على حساب حقهم في التعلُّم، وقد ضربت النَّقابة بهذا الحقّ عرض الحائط، وكانت مصلحتهم الخاصَّة هي العُليا، بصرف النظر نهائياً عن الثمن الذي دفعه طلبتنا، لذنب لم يقترفوه، فكان ما كان، ثم زمن الوباء الذي لم يبقِ ولم يذرْ، من تبعات يرزح تحتها الطَّلبة، فهم يحترقون في أتون الحَجْر ناهيك عن الحَظْر، في أجواء عائلية مشحونة بالخوف من الوباء، الذي يخيم على الجميع، والظروف الاقتصادية الرديئة، فهناك الكثير الكثير من العائلات التي خسرت مصدر رزقها، وأخرى لم يتقاضَ ربّ الأسرة كامل أجره عن شهر آذار، وشهر نيسان وأيار وما بعدهما، في طيّ الغيب، ولا نستطيع أن ننسى أن هناك شريحة كبيرة من طلبتنا يعيشون في منازل ضيقة، لا تكاد تستوعب أفراد الأسرة كلها مجتمعة في ظلّ الحجر، مما يولد ضغطاً وتوتراً إضافياً عليهم، فلا مجال للدراسة في جوّ هادئ أو مناسب، كما أنَ هذه الأسر تُعاني من شُحّ في الطعام، حتى على مستوى كِسرة الخبز، ولا يغيب عن البال أيضاً، أن الكثير من الطَّلبة في هذه الأُسر لا يملكون ( الموبايل) وليس (الكمبيوتر) فقط، لتقديم الامتحان، أو أنه لا يوجد اشتراك بالإنترنت، أو أنه سعته لا تكفي لتقديم الامتحانات، أو أنّ الموبايل من النّوع البسيط والأجيال الأولى، إنّ هذا غيض من فيض، وهذا الغيض هو المِطرقة، التي لا ولم ولن ترحم طلبتنا.

أما الفيض، وهو السِّندان، والجناية الكبرى التي تقترفها وزارة التربية الآن، وهي القشَّة التي قصمت ظهر البعير، فيا سادة يا كرام:

1 – لقد أعلنت التربية وعلى حين غرة في نهاية الأسبوع الماضي، عن موعد تقديم امتحانات التجريبي للتوجيهي، والذي سيبدأ يوم غد السبت الموافق 18/4/2020، الأمر الذي فاجأ الطَّلبة.

2 – سيقدم الطَّلبة أربعة امتحانات، نعم أربعة امتحانات في اليوم الواحد، مثال ذلك، الفرع العلمي سيقدم: المواد التالية: التاريخ والتربية الإسلامية واللغتين العربية والإنجليزية!!!

3 – لا يعرف الطَّلبة لغاية اللحظة، (الجمعة 17/4/2020 الساعة الخامسة مساءً)، متى ستبدأ الامتحانات.

4 – لا يعرف الطَّلبة الترتيب الزمني لتقديم المواد للامتحان، ما هي المادة الأولى وزمنها ( من _ إلى )، وهكذا!

5 – أن الامتحانات الأربعة، ستتوزع أسئلتها عشوائياً، فمثلاً: سؤال تاريخ ثم سؤال عربي ثم تربية إسلامية ثم إنجليزي، وبعد ذلك العودة بسؤال تربية إسلامية مثلاً ….!!

6 – مدة الامتحان ساعتان كاملتان، دون استراحة بتاتاً، أيّ ثماني ساعات متتالية!!!

7 – الامتحان إلكتروني، والتصحيح فوري، والمعيار فيه أيضاً إلكتروني حرفيّ، أي إذا كتب الطَّلبة في تعريف المفهوم، هي بدلاً من هو، يتم احتساب الإجابة خاطئة!!!

مع فائق الاحترام والتقدير، لما تمّ بذله من جهد هذا العام، وأعلم وأدرك أن بعضاً من هذه الإجراءات، هي لتفادي الغش، ولكن أعتقد جازمةً، أن هناك بدائل دقيقة وعملية وأكثر دقة، كان بالإمكان اعتمادها، والأمثلة كثيرة، والاستشارة والاسترشاد بتجارب الأنظمة التعليمية الأخرى، ليس عيباً ولا نقيصة، أما أن يتم التعامل مع بناتنا وأبنائنا بهذا الأسلوب القهري التوتري، الذي لا يرحم، سيّما في ظلّ غياب سياسة واضحة حتى تاريخه، في آلية احتساب العلامة والتقييم، مما يُربِك الطَّلبة ويجعلهم يفقدون البوصلة، والثقة أيضاً في العدالة والإنصاف؟؟!!

أين دور النقابة في هذا الأمر؟؟!! أم بما أنها حادت عن ظهري، فهي بسيطة!!!

إن طلبتنا ليسوا:

#، فرفقاً بهن وبهم. Super Hero #

لكم الله يا أحبتي، وكان في عونكم، هي سنة ريحها صرصر، أولها إضراب، وأوسطها وباء، وآخرها انتحاب، اذهبوا فجاهدوا وامتحنوا، إنا في الحظر نائمون!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى