
د. #هاشم_غرايبه
في أحدث جرائم العدو الصهيو – صليبي في حق أمتنا، جاءت محاولة الاغتيال الفاشلة التي جرت في قطر بالأمس، هنالك كثير من الزوايا المعتّم عليها من قبل الإعلام المضلل، يجدر تسليط الضوء عليها.
أهمها أن هذا العمل الإجرامي مخطط له ومغطى استخباراتيا وتقنيا من قبل أمريكا، وما الكيان اللقيط سوى أداة التنفيذ، بدليل انكشاف أن العرض الذي قدمه ترامب لم يكن سوى خديعة لجذب جميع قادة المجاهدين للاجتماع في مكان واحد، ويؤكد ذلك اصرار الأمريكان على القطريين أن يكون اجتماع الفلسطينيين في غير الفندق الموجود فيه الوفد الأمريكي، والالحاح على ضرورة مشاركة خالد مشعل في الاجتماع.
إضافة الى أن المنطقة تعج بالقواعد الأمريكية في المنطقة، فعملية جوية ضخمة تقطع 1800 كم وتتكون من قاذفات قنابل وطائرات مقاتلة لحمايتها، وطائرات رادار وأخرى للتنسيق مع الأقمار الصناعية، اضافة لطائرات تزويد بالوقود، ستمر في منطقة القواعد الأمريكية المنتشرة في الأردن والسعودية والكويت وجنوب العراق وقطر والبحرين، لا يمكن إلا أن تكون منسقة وبترتيبات مسبقة معها، بل ليس مستبعدا مشاركتها فيها.
واذا ما علمنا أن الأجواء السعودية مغطاة على الدوام بطائرات أواكس التي لا يمكن أن يفلت من كشفها هذا السرب الضخم وفي وضح النهار، ومن غير المعقول أن تغفل رادارت ستة أقطار عربية مرت فيها عن كشفها، الا في حالة واحدة وهي أن من يديرها اميريكيون وليسوا محليين!.
لذلك وفي ظل هذا التآمر المطبق على المجاهدين، لم يكن معهم غير الله، فهداهم الى أخذ الحيطة، فقد أبدى خالد مشعل ريبته من الأمر فاقترح وضع هواتفهم في مكان آخر، وفعلا ذهب مدير مكتب “الحية” ونجله بها لينقلوها، وما ان قطعوا بضعة أمتار داخل المبنى الآخر حتى انهالت عليهم الصواريخ.
إزاء ما حدث هنالك عدة أسئلة:
أولها للأنظمة العربية: متى يحين الوقت لأن تتحمل المسؤلية عن الثأر لكرامتها المستباحة، وعن حماية ديارها ومواطنيها؟، ومتى تجد لزاما عليها التنسيق معا ولمرة واحدة ضد الخطر الماثل، وليس وفقا لاملاءات امريكا في حملة محاربة الارهاب المزعزم؟ ومتى توجه قواتها للدفاع عن اختراق أجوائها واراضيها ومياهها، وليس لحماية حدود الكيان اللقيط ومطاردة من يحاولون إيذاءه؟.
والأسئلة الباقية موجهة الى شعوب الأمة: لماذا خرست الألسن وقعدت عن الخروج الى الشوارع، للتعبير عن غضبها، ولمطالبة حكامها بالاضطلاع بواجبهم، فشرعية سلطتهم منطلقة من أداء واجبهم؟.
أليس مخجلا أن ترى شوارع أوروبا غاصة بداعمي حقنا، وبناشطيهم ينظمون الحملة تلو الحملة لكسر الحصار، فيما نحن جالسون نتفرج؟.
اذا كان الله لا يستجيب لساكت، فكل أدعيتنا غير مقبولة، ان لم نبدأ، فالله تعالى يريد دائما المبادرة من عبده ثم ينصره، فهو لم يشق البحر لموسى، الا بعد ان ضربه بعصاه، والخندق لم يحمي المسلمين، ولكن الله لم يهزم الأحزاب الا بعد أن أكملوا حفره.