وراء الحدث

#وراء_الحدث

د. #هاشم_غرايبه

من اهم الدروس المستفادة من حرب تشرين عام ٧٣ التي يتوطأ الإعلام على التعمية عنها، ان سلاح العقيدة هي أقوى من كل الاسلحة، لأن الله أكرم هذه الأمة بأن ينصر الذين ينتصرون لمنهجه، بغض النظر عن تفوقهم العسكري من عدمه، بخلاف باقي الأمم التي أبقى معايير انتصارها خاضعة لموازين القوى.
لا شك أن #المقاومة_الإسلامية للمحتل الغاصب تدرك هذه الحقيقة، فيما تجهلها المقاومة التي لا تؤمن بمنهج الله (العلمانية)، لذلك تحولت من الكفاح المسلح الى استجداء المنافع ممثلة باتفاقية أوسلو.
أما المقاومة الإسلامية فقد عرفت ان مصدر القوة يتحدد بالتسلح بالعقيدة الإسلامية، وأدركت أنها فقط ما تعوض عن النقص في العدد والعدة والمال، فاستثمرتها على أفضل وجه في معركتها ( #طوفان_الأقصى ) التي بدأتها الأمس ضد العدو، والتي هزت #الكيان اللقيط ومن وراءه بعنف، فأسقطت هالة القوة التي لا تقهر التي رسمها الغرب له، وضخمتها الأنظمة العربية المتخاذلة لتبرير استسلامها وهرولتها للتطبيع معه.
لا أحد يجادل هذه الأنظمة ومن يصفقون لها في أن المقاومة المحاصرة في غزة ستهزم العدو في يوم وليلة، لأن ذلك ليس متاحا في ظرف التخاذل العربي الراهن، فمن لا يحاصرها من أنظمة العربان ويقطع عنها شرايين الحياة، يعاديها ويعتبرها إرهابية، فيعتقل من يثبت انتسابه إليها أو حتى من يؤيدها ويدعمها، وفوق ذلك يقدم تقارير استخبارية عنها الى العدو، وفي أفضل الأحوال حينما يقصفهم العدو ويدمر بيوتهم، لا يجرؤ على إعلان تضامنه مع المحاصرين، بل يكتفي بالتحذير من تداعيات ذلك على العملية الإستسلامية الميتة أصلا.
كان ممكنا أن نأمل هزيمة العدو، لو أن النخوة تحركت في دماء نظام واحد من تلك الأنظمة التي لا تستعمل جيوشها الا في المحافظة على الكرسي العفن، فيهدد العدو مرة بأنه ما زال يحتفظ بالخيار العسكري، وقد يستخدمه لنصرة المحاصرين من إخوته الفلسطينيين، وليست العملية الاستسلامية هي خياره الوحيد.
نعم، وأؤكد أنه لو عرف المقاومون الفلسطينيون في غزة والضفة، الذين يتحركون للجهاد بدافع من عقيدتهم الإسلامية، لوعرفوا أن هنالك من سيدعمهم ويقف معهم، لما توقفوا عن مقارعة العدو بما تيسر في أيديهم من سلاح بسيط الى أن يتم التحرير الكامل.
المقاومون المدججون بالعقيدة، قرأوا التاريخ جيدا، وتعلموا كيف نصر الله المسلمين في بدر وهم أذلة، وكيف نصرهم في القادسية واليرموك وحطين وعين جالوت وغيرها رغم التفوق العسكري الواضح لعدوهم، وفي معركة الفراض التي اجتمع فيها الفرس والروم مع عملائهم من قبائل العرب، تماما مثلما اجتمعوا حديثا في الحرب على (الإرهاب)، وكانوا يتفوقون آنذاك على المسلمين بأكثر من عشرة أضعاف، لكنهم هزموهم بإذن الله.
هؤلاء المقاومون الإسلاميون يعلمون أن الله يصدق وعده دائما وأبدا ولا يخذل من يواليه، لم يشترط في تحقق النصر إلا شرطين: صدق النية في نصرة منهج الله، وبذل المستطاع في إعداد القوة، والتي ليست شرطا أن تكون مكافئة لقوة العدو، لذلك لم ترهبهم قوة العدو، ولم يخفهم أن الغرب كلهم يمدونه ويدعمونه.
يجب علينا أن نوقن أن أعداء منهج الله يحاربونه فينا، ولن يتركونا في سلام ما دمنا متمسكين به، لأنهم يعلمون أنهم لا سبيل لهم لاستضعافنا إلا بفرض الذل والهوان علينا كما اعتادوا خلال كل التاريخ ما قبل الاسلام، ولا يحبط مسعاهم (كما أثبت التاريخ) إلا ابتغاءنا العزة من الله، ونبهنا تعالى لذلك: “وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ” [البقرة:120]، ولذلك فرضوا علينا أنظمة تنتهج العلمانية وتعادي منهج الله، ولما رأوها فشلت في ذلك عززوها بإنشاء قلعة متقدمة لهم في قلب أمتنا أسموها “إسرائيل”، لضمان إدامة الحالة الراهنة من الذل والهوان المفروضة على الأمة.
وهكذا نفهم قول “بايدن” في الأمم المتحدة الشهر الماضي أمام كل الزعماء العرب، مؤكدا لذلك: “إن اسرائيل مهمة لنا، ولو لم نجدها لأوجدناها”.
الانهزاميون الذين يخوفوننا بالخسارة الفادحة من جراء مقارعة العدو، لو كانوا يقرأون كتاب الله لوجدوا الإجابة فيه: “إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ” [النساء:104].

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى