سواليف – يخضع مئات الآلاف من مرضى تآكل رأس عظام الفخذ المعروف اختصارا بـ”إيه في إن” Avascular necrosis (AVN) لعمليات تغيير المفصل في مختلف دول العالم. وهو المرض نفسه الذي تبين مؤخرا أنه يصيب عشرات الآلاف من المرضى كل عام بمتوسط عمر 38.
وأفادت دراسة نشرها موقع مستشفى “مايو كلينك” الأميركي الشهير أن “إيه في إن”، المعروف أيضا باسم نخر العظام اللاوعائي يحدث نتيجة لانخفاض تدفق الدم إلى رأس عظمة الفخذ، والذي بدوره يسفر عن انهيارها وما يصاحبه من تغيرات انتكاسية، من ألم شديد، ونادرا ما يحدث الشفاء.
عوامل الخطر
على الرغم من أن الأسباب الفيسيولوجية لحدوث الحالة المرضية “إيه في إن” ليست مفهومة بشكل قاطع حتى الآن، فإنه يعتقد أنه مرض يحدث نتيجة لعوامل متعددة.
من خلال تحليل بيانات قام المرضى بسردها لتحديد التسلسل التاريخي للتعرض لواحد أو أكثر من عوامل الخطر، تبين أنه ربما تكون الأسباب هي التعرض لصدمة شديدة في الفخذ، أو الإفراط في تعاطي الكحول، أو استخدام الكورتيكوستيرويد واعتلال الهيموغلوبين، أو الحمل، أو الإصابة باعتلال تخثر الدم، أو بسبب زرع الأعضاء، أو التعرض لجلسات العلاج الكيميائي، ومرض الغواص، وفيروس نقص المناعة الطبيعية والإصابة بحالات المناعة الذاتية.
وتؤكد بعض الدراسات العلمية أن المرض ينتج عن اضطراب تخثر الدم أو خلل وراثي يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية، في حين تفترض دراسات أخرى أن زيادة الضغط الداخلي في رأس عظمة الفخذ تؤدي إلى انخفاض تدفق الدم وموت الخلية.
نهج جديد للعلاج
إن الخيارات لوقف تطور تآكل رأس عظام الفخذ تشمل قطع العظم والعلاجات الطبية. وكانت النتائج المرتبطة بهذه الخيارات مخيبة للآمال، مع ما يصل إلى 40% من المرضى الذين تم تحويلهم إلى عمليات تقويم مفاصل الفخذ الكلية.
بدأ باحثو مايو كلينيك مؤخرا في دراسة استخدام نخاع العظام المركزة لنفس الشخص والبلازما الغنية بالصفائح الدموية، كمواد مساعدة في تقليل التدخل الجراحي لعلاج المرضى الذين يعانون من مرحلة تآكل رأس عظمة الفخذ المبكرة.
بعد قيام الجراحون بفك رأس عظمة الفخذ، يتم حقن الخلايا الجذعية الوسيطة التي تم الحصول عليها من العرف الحرقفية والبلازما الغنية بالصفائح الدموية في منطقة تآكل العظم.
وبعد هذا الإجراء، يمكن للمريض الخروج من المستشفى سائرا على قدميه باستخدام العكازات للمساعدة في المشي قدر الإمكان لمدة أسبوعين تقريبا.
أما في حالات المرضى الذين يخضعون لعمليات ثنائية، ينصح بالعكازات حتى ينحسر ألم الفخذ.
أجرى فريق مايو كلينيك مؤخرا تحليلا بأثر رجعي على 60 مريضا ممن تم علاجهم باستخدام التدخل المخفف لضغط الفخذ من خلال حقن مركز لنخاع العظم والبلازما الغنية بالصفائح الدموية.
ومن بين 73 حالة حقن، من بينها حالات حقن لفخذين، تدهورت 16 فخذا (بمعدل 22%) إلى مراحل أخرى من تآكل العظم، مما تطلب في نهاية المطاف استبدال مفصل الحوض كليا.
وجرت متابعة المرضى لمدة 17 شهرا في المتوسط. وخضع 25 مريضا لعملية حقن خلايا جذعية من جانب واحد، وخضع 24 مريضا لعملية حقن ثنائي. وأثبتت النتائج أنه تم تحقيق تخفيف الآلام بدرجة كبيرة في 86% من الحالات، في حين أن بقية المرضى أوضحوا تحقيق القليل من التحسن أو عدم تخفيف الألم. ولكن لم يتم رصد أي مضاعفات كبيرة في أي مريض.
يقول رافائيل جيرا سييرا، وهو جراح تقويم العظام في مستشفى مايو كلينيك في روتشستر بولاية مينيسوتا، والباحث الرئيسي: “إن هذا العلاج أدى إلى تخفيف الآلام بدرجة كبيرة وتوقف تطور المرض في عدد معقول من المرضى”.
في الختام، فإن الجمع بين ضغط الفخذ وحقن الخلايا الجذعية الوسيطة في الطبقة المتآكلة يعطي نتائج مرضية في المرضى الذين يعانون من تآكل رأس عظمة الفخذ بالمرحلة الأولى، ويمكن أن يؤدي إلى حل كامل للتآكل في بعض الحالات.
مضاعفات طفيفة
الإجراء بسيط، مع معدل منخفض للمضاعفات، ويسمح للمرضى بتحمل الوزن قدر المستطاع، علاوة على إمكانية العودة في وقت مبكر إلى أعمالهم وأنشطتهم اليومية.
ويواصل أطباء مايو كلينك والباحثون تحسين هذا الأسلوب العلاجي. ومن المتوقع، أن هذا النهج سيمنح الأطباء وسيلة فعالة لتجديد أنسجة الفخذ المريضة، وتأخير أو القضاء على الحاجة إلى استبدال مفصل الفخذ في الأشخاص الذين يعانون من تآكل العظم في الحوض.
العربية نت