وجوب ثورة الحرية في فلسطين
نايف المصاروه
من يتابع مشهد تسارع الأحداث في فلسطين، يدرك تمام الإدراك، أن كل ما جرى سابقا من قتل وإحتلال وتهويد وتشريد لأهلها ، وما يجري حاليا من تكرار للإعتداءات الصهيونية الممنهجة، والتي كان آخرها ما يتعرض له سكان القدس بشكل عام وسكان حي الشيخ جراح، والاعتداءات الهمجية من قبل المستوطنين وشرطة عصابة الاحتلال، على المصلين والمعتكفين والركع السجود في المسجد الاقصى، وما سيتبع ذلك لاحقا من تكرار لمثل هذه الجرائم، هو تكريس لحقيقة الإحتلال القهري الذي يتبعه الصهاينة منذ عشرات السنين.
وفي ظل غياب أو تغييب العدل الدولي المتعمد، الذي يرى بكل الوضوح تكرار الجرائم التي يرتكبها المحتلين الصهاينة في كل يوم، ولا يتخذ بشأنها أي إجراء، ولا أي تحقيق او مساءلة.
وسامحوني إن قلت وفي ظل غياب أو تغييب لأصحاب الحق، أهل فلسطين بالذات، ومعهم كل الاحرار من العرب والمسلمين، ،وفي ظل سيطرة اللوبي الصهيوني على الكثير من المفاصل ،وفي كل المنظمات والهيئات الدولية،التي تطالب بالعدل والحرية ،واحترام حقوق الإنسان،كذبا وزورا،وإلا فأين عدلها ،وأين صوت هيئة اﻻمم المتحدة،ومجلس أمنها..وكل هيئاتها!
وفي ظل اﻹنحياز السياسي الدولي ،لكل ما يفعله الصهاينة ،يرافق ذلك التخاذل والخنوع والإستسلام العربي والإسلامي المقيت والمذموم ، ثبت ذلك علانية قبل وبعد حملات التطبيع مع الصهاينة مؤخرا، أو ما يوهج سنا برقه في قادم الأيام، كقرابين للرضى والرضوان للإدارة الأمريكية الجديدة.
وفي ظل تتابع السكوت العربي والإسلامي بشكل خاص، والدولي بشكل عام، عن وعلى جرائم الاحتلال الصهيوني المتكررة، وﻷن الحقوق تنتزع إنتزاعا من مختلسيها وسارقيها ،وتسترد بكل انواع القوة.. والتي منها قوة الذات والذراع ،ولا تستجدى،ولا يفاوض عليها،ولأن نتائج التفاوض ومنذ عشرات السنين واضحة للعيان، ذل وانحطاط وتخاذل وتضييع لكل الحقوق، وطمس لكل معالمها.
ومع استمرار مسلسل التفاوض والتنازل،الذي أوصل اﻻمر إلى تسوية قضية فلسطين عبر صفقات اهل القرون، وما تبعها من تنازلات واتفاقيات للتطبيع ، ولا يدرى أو يعلم ماذا ستكون النتائج في قادم الأيام .
فإنني أقول لأهل فلسطين..كل فلسطين عامة، ولأحرار وحرائر فلسطين.. بشكل خاااااص… إن المخرج لكم ومما انتم فيه من المعاناة اليومية، والظلم والتجبر الصهيوني، الذي امتد لعشرات السنين ،لا.. ولن يكون إلا من خلال التوحد على المقاومة والكفاح ،كفاح بكل ما يعني.
إجعلوا من شهر رمضان شهر الجد والاجتهاد والجهاد، واستذكروا الفتوحات والتضحيات التي كانت فيه. اجعلوا من رمضان محطة لتغير واقع الذل الذي تعيشونه وتعيشه الأمة كلها. ونحن نتفيء ظلال بدر الكبرى ومعانيها، اجعلوا من رمضان مشعلا… ونورا لإشعال ثورة عارمة، ثورة حقيقية في الداخل الفلسطيني بالذات، وثورات في كل فلسطين ،ثورة لا تبقي ولا تذر ،عنوانها نحن هنا ،وسنبقى نقاتل ونجاهد ونقاوم المحتل الصهيوني ،وندافع عن كرامتنا وأرضنا ومقدساتنا ،وكل حقوقنا، حتى يرث الله الأرض ومن عليها ،شعارنا.. “نموت او ننتصر” ،ولا سبيل لكم غير ذلك.
يا أهل فلسطين،، والله الذي لا إله إلا هو ولا رب سواه، انه لن تعود الأمور الى نصابها، والحق لأهله، إلا بالثورة الحقيقية على الظلم والطغيان.
ثورة لا تخبو ولا تنطفئ نارها.. شعارها…الموت ولا المذلة.
فدولة الظلم ساعة… ودولة العدل إلى قيام الساعة..
يا أهل فلسطين..يا أحرار فلسطين.. إلا يكفي ما انتم فيه من ذل الاحتلال، وتخاذل ذوي القربى من الإعراب…!
ألا تكفي عشرات السنين تحت حراب الاحتلال؟
فماذا تنتظرون.. !
يا أهل فلسطين…. احذروا من الخوف والتقاعس.. وحب الدنيا.. احذروا من تبعات الانبطاح.. فإنها لا تورث إلا الذل والهوان.
يا اهل فلسطين.. إقرأوا في كتاب ربكم.. سبحانه وبحمده القائل “” {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} سورة التوبة: 24.
واقراوا.. .{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ}
{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة التوبة 39،38.
واقرأوا وتمعنوا وتدبروا جيدا… {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} سورة البقرة: 216.
يا أهل فلسطين..إنكم على مفترق طرق، وامامكم فرص سانحة ،..فما جرى ويجري من تكرار للإعتداءات على الحقوق والكرامة وانتم سجدا ، وما سبقها من اتفاقيات الذل والتطبيع العربي مع الصهاينة والمرفوضة شعبيا، وحالة التعاطف الشعبي العربي والإسلامي.. قد لا تعود.. فاقتنصوها.. ولا تضيعوها…؛
يا أهل فلسطين.. أما سمعتم.. ما حك جلدك مثل ظفرك… ؟
يا أهل فلسطين.. اما سمعتم.. أو قراتم للشاعر الفلسطينى الشهيد عبدالرحيم محمود، رحمه الله عندما انشد..
سأحمل روحي على راحتي …وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق …و اما ممات يغيظ العدى
وما العيشُ – لا عِشْتُ – إن لم أكن ..مخوف الجناب حرام الحِمَى
إذا قُلْتُ أصغى لي العالَمُون ..ودَوَّى مقاليَ بين الورى
لَعَمْرُكَ إني أرى مصرعي .. ولكن أغذ إليه الخطى
أرى مقتلي دون حقي السليب .. ودون بلادي هو المبتغى
يلذ لأذني سماع الصليل .. يُهَيّ ِج نفسي مسيل الدما
وجسم تَجَدَّل فوق الهضاب ..تناوشه جارحات الفَلا
فمنه نصيب لأسد السماء …ومنه نصيب لأسد الثرى
كسا دمه الأرض بالأرجوان.. .وأثقل بالعطر ريح الصبا
وعفَّر منه بَهِيَّ الجبين ..ولكن عُفارًا يزيد البَها
وبان على شفتيه ابتسام ..معانيه هُزْءٌ بهذي الدُّنا
ونام ليحلم حلم الخلود … ويهنأ فيه بأحلى الرؤى
لعمرك هذا ممات الرجال ..ومن رام موتًا شريفًا فذا
فكيف اصْطِبارِي لِكَيْد الحقود .. وكيف احتمالِي لِسَوْمِ الأَذَى
أخوفًا وعندي تهون الحياة … وذُلاًّ وإنِّي لرب الإبا
بقلبي سأرمي وجوه العداء … وقلبي حديد وناري لظى
وأحمي حياضي بِحَدِّ الحُسَام ..فَيَعْلَمُ قومي بأنِّي الفَتَى.
يا أهل فلسطين.. الصهاينة لا يعرفون إلا لغة المال والجرائم والاحتلال وهظم الحقوق، ولا يردعهم ويخيفهم ولا يقض مضاجعهم إلا لغة حي على الجهاد ،وصوت الرصاص ،وتكبيرات الأبطال.
أما التفاوض والتحسيس ،وكثرة الشجب واﻹدانة،فإنها تقوي شوكتهم ،وتزيد من شهيتهم على التوسع في احتلال المزيد والمزيد ، لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، ونحن نرى بواكير ذلك من خلال اتفاقيات التطبيع العربي مع الصهاينة،، غربا وشرقا وسابقا ولاحقا.
يا أهل فلسطين..يا أحرار وحرائر فلسطين… لأنكم أصحاب الحق اولا.. انتم وحدكم.. لا غيركم من يغير المعادلة، ويخلط كل الأوراق، ويغير كل الواقع، ويعيد الأمر إلى نصابه ومساره الصحيح.
يا أهل فلسطين لا ابالغ أن قلت انكم وحدكم من سيوقظ الأمة من غفوتها وغفلتها، وبثورتكم ستعيدون مشعل الكرامة الى اهلها ، لتقول… يكفي ذلا واستسلاما وخنوعا..
يا أهل فلسطين.. بثورتكم.. أنتم وحدكم من سيعيد للأمة كرامتها المسلوبة، ووحدتها المطلوبة، اما قراتم قول سيدنا ونبينا وعلمنا ومعلمنا ومرشدنا، محمد صلى الله عليه وسلم القائل : “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس” .
وﻷن في اﻻمة أحرار يرفضون الذل والردى ،وعلى ثرى فلسطين بالذات ،حرائر ماجدات وﻻدات للأحرار ،وعلى وقع زغاريد حرائر فلسطين… يا ترى متى ستشعل تلك الثورة..!
ومن سيكون ذلك البطل الذي سيدون التاريخ اسمه بمداد الذهب،ليشعل شرارة ثورة التحرير،وثورة الرد بالمثل على الظلم واﻹحتلال الصهيوني؟
فمن هو…أو ربما من هي..ارجوا الله أن يكون ذلك قريبا..