كشفت #وثائق #البنتاغون السرية المسربة عن أسرار جديدة بشأن #مناطيد #التجسس #الصينية، التي قالت واشنطن إنها أسقطتها، وقالت إن وكالات #الاستخبارات_الأمريكية لم تدرك القدرات الحقيقية للمنطاد الذي حلق فوق الولايات المتحدة إلا بعد فترة طويلة، وفق ما ذكرته صحيفة The Washington Post الأمريكية.
حيث أوضحت الصحيفة في تقرير نشرته، الجمعة 14 أبريل/نيسان 2023، أن منطاد التجسس الصيني الذي حلّق فوق الولايات المتحدة هذا العام، والذي أطلقت عليه المخابرات الأمريكية كيلين-23 Killeen-23، كان يحمل مجموعة من #أجهزة_الاستشعار والهوائيات التي لم تتعرف عليها الحكومة الأمريكية بعد أكثر من أسبوع على إسقاطه، وفقاً لوثيقة ضمن وثائق البنتاغون المسربة.
حلق منطاد آخر فوق مجموعة حاملات طائرات أمريكية في حادثة لم يعلن عنها من قبل، وتحطم منطاد ثالث في بحر الصين الجنوبي، حسبما ورد في وثيقة ثانية شديدة السرية، إلا أنها لم تقدم معلومات محددة عن تواريخ تحليق مناطيد التجسس الصينية.
معدات متطورة
تحوي وثيقة صادرة عن الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية (NGA)، بتاريخ 15 فبراير/شباط- بعد 10 أيام من إسقاط القوات الجوية للمنطاد الذي كان يحلق فوق الولايات المتحدة- التقييم الحكومي الأكثر تفصيلاً حتى الآن لمنطاد كيلين- 23، ومنطادين من سنوات سابقة، أطلق عليهما بلغر-21 Bulger-21، وأكاردو-21 Accardo-21.
على أنه لم يتضح من الوثائق إن كانت مناطيد التجسس الصينية، بلغر-21 وأكاردو-21 هما نفس المنطادين اللذين حلقا فوق حاملات الطائرات الأمريكية وتحطما. وذكرت وثيقة NGA أن بلغر-21 كان يحمل معدات مراقبة متطورة وطاف حول العالم، من ديسمبر/كانون الأول عام 2021 حتى مايو/أيار عام 2022. وكان أكاردو يحمل معدات مماثلة بالإضافة إلى جهاز استشعار “مبطن برقائق معدنية”.
بينما قال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشته معلومات استخباراتية حساسة، إن تسمية الحكومة مناطيد التجسس الصينية أبجدية. ويبدو أنها مسماة على اسم مجرمين مثل توني أكاردو، وجيمس “ويتي” بُلغر، ودونالد كيلين.
قدرات مناطيد التجسس الصينية
بمراجعة ما يبدو صوراً مفصلة للمنطاد الذي حلّق فوق الولايات المتحدة، والتي يُقال إنها مأخوذة من طائرة تجسس من طراز U-2، قدر محللو الاستخبارات أن له القدرة على توليد طاقة كافية لتشغيل “أي” تقنية مراقبة واستطلاع، بما يشمل رداراً من النوع الذي يمكنه الرصد ليلاً واختراق السحب والمواد الرقيقة. وامتنع البنتاغون ومكتب مدير المخابرات الوطنية عن التعليق.
يُحتمل أن توغل مناطيد التجسس الصينية في المجال الجوي للولايات المتحدة، في أواخر يناير/كانون الثاني، قد فاجأ عناصر من الحكومة الصينية، وفقاً لوثيقة ثالثة تعتمد على اتصالات تم اعتراضها. وقيمت الوثيقة أن المعرفة بالتوغل كانت على الأرجح “ضعيفة جداً” داخل الجيش الصيني، الذي يفتقر إلى رقابة “رفيعة قوية” على برنامج مناطيد المراقبة، مضيفة أن البعض في الحكومة الصينية اعتبروا استجابة وزارة خارجيتهم ضعيفة.
تحوي وثيقة NGA المسربة صورة التقطها منطاد بلغر-21، يبدو أنها تربط هذا البالون مباشرة بشركة Eagles Men Aviation Science and Technology، وهي واحدة من 6 شركات صينية فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات، في فبراير/شباط، لدعمها برنامج مناطيد التجسس.
لكن وثيقة NGA تعكس افتقار الحكومة الأمريكية المحتمل إلى المعلومات، على الأقل في منتصف فبراير/شباط، عن قدرات مناطيد التجسس الصينية. وكانت الحكومة انتشلت حطام المنطاد من موقع تحطمه في المحيط الأطلسي، لكنها رفضت تحديد مقدار ما انتشلته من محتوياته.
فيما تشير وثيقة NGA المسربة إلى أن منطاد كيلين-23 كان يحتوي على طبق عاكس مكافئ، يبلغ قطره 1.2 متر، والعديد من أجهزة الاستشعار غير المعروفة، وربما هوائي صاري. وتقول الوثيقة إن الحكومة لا تملك “صوراً لقاع المنطاد تمكنها من معرفة إن كان يحمل جهاز استشعار بصري”.
لماذا تركتها واشنطن تحلق؟
غياب الاستنتاجات التفصيلية عن قدرات المراقبة في مناطيد التجسس الصينية يثير تساؤلات حول قرار تركه يحلق فوق الولايات المتحدة قبل إسقاطه، الإجراء الذي بررته وزارة الدفاع حينذاك بأنه فرصة لجمع معلومات استخباراتية إضافية.
قدر المهندسون في المركز الوطني للاستخبارات الفضائية، التابع لقوة الفضاء، أن الألواح الشمسية في كيلين-23 يمكنها توليد حوالي 10 آلاف واط من الطاقة الشمسية، وهذا أكثر من كافٍ لتشغيل أي أجهزة مراقبة، بما يشمل رادار الفتحة التركيبية، وفقاً للوثيقة.
يرسل رادار الفتحة التركيبية، أو SAR، نبضات من الموجات الدقيقة على الأرض لإنشاء الصور. وعلى عكس المستشعرات الضوئية التقليدية، تمكّن هذه التقنية رادار الفتحة التركيبية من التقاط الصور ليلاً واختراق السحب والدخان والتربة السطحية والجليد والثلج. وثبت أيضاً أن هذا الرادار يخترق المواد الرقيقة، مثل الأقمشة، التي تكشف عن الأشياء الموجودة تحتها.
قال بول بيرن، الأستاذ المساعد في جامعة واشنطن في سانت لويس والمتخصص في الاستشعار عن بعد، إن مقدار الطاقة التي بإمكان هذه المناطيد توليدها “هائلة”. وهي تفوق بـ100 مرة الطاقة المتولدة عن منطاد Loon الذي أطلقته جوجل لتوفير خدمة الإنترنت، وحوالي ضعف الطاقة التي تولدها بعض أقمار SAR الصناعية المدارية.
لكن بايرن قال إن بيانات رادار الفتحة التركيبية التي ربما جمعها المنطاد لن تكون مختلفة كثيراً عن التي يجمعها القمر الصناعي، وهذا يشير إلى احتمال احتوائه على نظام تصوير آخر، مثل الكاميرا، يكسبه ميزة.
بيانات عالية الدقة
تشير الوثيقة إلى أن بلغر-21 كان يحمل “منظومة فيديو كاملة الحركة مع إمكانية التكبير والتصغير”. وقال بايرن إن المناطيد تقدم “طريقة فعالة لإجراء” المراقبة، لأن بإمكانها الحصول على بيانات عالية الدقة، وإطلاقها “أكثر هدوءاً” من إرسال قمر صناعي إلى الفضاء.
تحتوي وثيقة NGA المسربة أيضاً على صورة مقربة لـ”هيكل غير محدد” يبلغ قطره حوالي 0.75 متراً يبرز من أعلى منطاد كيلين-23، والغرض منه غير واضح.
كما تحتوي صورة في الوثيقة، موصوفة بأنها “صورة تجارية” من بلغر-21، على شعار مجموعة Eagles Men Aviation Science and Technology، وعبارة “نظام كوكبة الستراتوسفير الثابت” باللغة الصينية، في إشارة إلى شبكات مناطيد التجسس الصينية التي تعمل كبديل للاتصالات والمراقبة عبر الأقمار الصناعية.