وتلولحي يا كورونا

وتلولحي يا كورونا / يوسف غيشان

المخالطون: مصطلح لغوي تم نحته بسرعة فائقة ليتناسب مع متطلبات جائحة الكورونا وانبثق منه مخالطون المخالطين وخالطون مخالطون المخالطين وهكذا، وقد جاء بداية على لسان وزير الصحة ثم انتشر انتشار الكورونا في الهشيم الآدمي.

طبعا لا ضرورة لشرح المصطلح فهو يشرح نفسه إنما يتفطر قلبي ألما على أولئك المخالطين وأتباعهم وأتباع أتباعهم ومن والاهم: تخيلوا عمارة كاملة بقضها وقضيضها وكامل سكانها من بشر وحيوانات يتم محاصرتها واحتجازها الى أجل مسمى لمجرد أن ولدا من سكان العمارة اشترى من دكان الحي باكيت «ناشد»، وكان ابن الدكنجي قد أصيب بالكورونا خلال زيارته لبيت خالته التي أصيب ابنها القادم من الخارج بالكورونا ونقلها الى العائلة الكريمة.

تخيلوا موقف هذا الولد في العمارة المحجوز عليها والكل في العمارة، حتى الوالدة الرؤوم التي ارسلته للدكان، يلغّ فيه، لأنه كان السبب في محاصرة العمارة لأسبوعين على الأقل.

مقالات ذات صلة

وتكبر المشكلة وتتدحرج ككرة الثلج، حينما يتحول الآخر _أي آخر-ذهنيا على الأقل، الى مخالط او مخالط لمخالط…أقصد أن كل واحد فينا يتعامل مع الآخرين لكأنهم وكلاء للوباء.

الغريب أن المصاب بالكورونا شخصيا يتعرض لوابل من التعاطف الشعبي، بينما يتحول المخالطون الى مجرمين حتى تثبت براءتهم التامة (وليس العكس)، وتتحول علاقتنا معهم من المحبة أو الحياد على الأقل، الى الكره والابتعاد عنهم قدر الإمكان حتى لا نصبح منهم، فنسقط في دوامة الاحتجاز.

هكذا يتحول كل واحد منا الى جزيرة وسط محيط، أو الى قطب مغناطيسي يتنافر مع كل اشباهه من الكائنات، وتضيع قصائد الوصال وأغاني الحب في خبر كان، وتتحول الأمومة الى كمامة والمصافحة الى «قلفزات» بلاستيكية.

وتلولحي يا كورونا

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى