وتسألينني لماذا أفرّ من أيلول؟

[review]وتسألينني لماذا أفرّ من أيلول؟

ورق أيلول الأصفر يستجدي وجودكِ ، يشبهك أيلول الذي يخبئ تهوره ولا تدوّي رياحه،
ويبتلعني نسيمه الهادئ كحوت لأغيب مجددا وكأننا ما التقينا..
وأدون حروف عشق لم يحظَ بها إلا أيلول على صفحات سنيّ عمري المهاجر..

أعشق بوح صوت الوجع في لفحه.. وصوتك المذبوح عاد معه يؤرقني ويبكي في خلايا الجسد، يعاتب ما بقي منه أشلاء بلا ورق، وتسألينني :

-لماذا أفرّ من أيلول…!!؟؟

مقالات ذات صلة

كم مرة هاجر أيلول منذ افترقنا..؟

وكم عدد حبات التوت التي تلاقت وقلبينا..؟

وبأي لون كانت صباحات أيلول عندما التقينا..؟

يا هادئة أنت كوقع مطر أيلول وحيد أنا بلا نافذة ترى طيفك، وظلك خلف الجدار لا أراه فاعذري بصيرتي.. ولا تقولي لي: لا تهاجر كأيلول..

صغيرتي لا تكترثي لأمري في أيلول، ولا تطيلي النظر في ورقه، فأخشى عليك أن تدركي سرّ غياب أسراب الحجل وطيور اللقلق..

لا تذرفي دمعا في أيلول، فلن أكون اليد التي تقتلك باقترابها وتمنعك الغوص حياء من الفضيلة، ولا تركبي سفينتي إنها هالكة، سأرمي بطيني كي لا أثقل السفينة، ولن تمس يدي أستار روحك يا عفة الطهر أنت ولست لي بين الخليقة..

أيلول يا وجعي لا تثقل عليها الغياب، تفقد عينيها في كل غفوة سحر، وترفق بجدائل ألحانك إذا ما مررت ليلا من مسالكها..

لا تثُر ليلا وتخدش أحلامها، ولا تودّع غيمتك الحزينة أمام ناظريها..

ودع الغياب لي و هدّهدها برفق نداك الباكي..

ولا تشتم عطر حروفها إن امتطيت الرحيلا..

20-9-2012م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى