وبدأ الربيع العالمي

بس الله الرحمن الرحيم
وبدأ الربيع العالمي
ضيف الله قبيلات

في ظروف تشبه ظروف هذا العام ١٤٤٢ هجري الذي بدأ للتو وفي موسم الحج من سنة ١١ من النبوة وجدت الدعوة الاسلامية بذورا صالحة سرعان ما تحولت الى شجرات باسقات اتقى المسلمون في ظلالها الوارفة لفحات الظلم و العدوان حتى تغير مجرى الاحداث و تحول خط التاريخ .
مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعقبة منى فسمع اصوات رجال يتكلمون فعمدهم فكانوا ستة نفر من شباب يثرب كلهم من الخزرج وهم اسعد ابن زرارة و عوف ابن الحارث من بني النجار و رافع ابن مالك من بني زريق و قطبة ابن عامر ابن حديدة من بني سلمة و عقبة ابن عامر ابن نابي من بني حرام و جابر ابن عبد الله من بني عُبيد .
وكان من سعادة اهل يثرب انهم كانوا يسمعون من حلفائهم اليهود قولهم يهددونهم ان نبيا من الانبياء مبعوث في هذا الزمان سيخرج فنتبعه و نقتلكم معه قتل عاد و إرم .
فلما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من انتم ؟ قالوا نفر من الخزرج قال من موالي اليهود ؟ اي حلفاءهم قالوا نعم قال أفلا تجلسون اكلمكم ؟ قالوا بلى فجلسوا معه فشرح لهم حقيقة الاسلام و دعوته و دعاهم الى الله عز و جل و تلا عليهم القرآن فقال بعضهم لبعض تعلمون والله انه للنّبي الذي توعّدكم به يهود ، فلا تسبقنكم اليه ، فاسرعوا الى اجابة دعوته واسلموا ، وكان هؤلاء الستة من عقلاء يثرب وقد انهكتهم الحرب الاهلية التي كانت مستعرة بينهم يغذيها اليهود بين الحين و الآخر ،فامّلوا ان تكون دعوة الاسلام سببا لوضع الحرب ، فقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم : إنا قد تركنا قومنا ” الاوس و الخزرج ” ولا قوم بينهم من العداوة و الشر ما بينهم ، فعسى ان يجمعهم الله بك ، وان يجمعهم الله عليك فلا رجل اعزّ منك .
ولما رجع هؤلاء الستة الى يثرب حملوا اليها رسالة الاسلام ، حتى لم تبق دار من دور الانصار الا و فيها ذكر الله و رسوله صلى الله عليهم و سلم ، وهاهو التاريخ يعيد نفسه اليوم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى