والفِطْرُ في المدى / د. سمير محمد أيوب

والفِطْرُ في المدى
وعلى مرمى صلواتٍ وتكبيراتٍ ودعواتٍ وتبريكاتٍ وكمشةِ تهاني ، فلسطين العرب ، وطناً أو كَفَنا ، أجملُ وأعظمُ ، من كلِّ كراسيهم ومناصبهم ومكاسبهم . لنحرِّرَها من المحتلين ، لن نُصالح عدوّا ولن نساومه ، ولن نُنصتَ للمُتَحَلِّلينَ في الساذِجِ منَ الأوهام ، فهم منذ البدء ، صمٌّ بُكمٌ عُمْي ، منحرفون لا يفقهون .
سامِحْنا يا وطنَ العَرَبْ ، مهما كان اسمك الرسمي أو راية مغتصبك ، أن نذَكِّرَ كلَّ حُرٍّ فيك ، بأن فلسطين من البحر إلى النهر ، ما زالت محتلة . وبات للذئب الصهيوني ، كلاب عربية متصهينة ، تطعن بوقاحة في الصدر ، بعد أن كانت بالسر تطعن غدرا في الظهر.
يا أعياد كلِّ المؤمنين ، أمَّةٌ أضاعت فلسطين ، وسُلِبَ مِنها عِراقُها ، وإستبيحت ليبياها، ودُمِّرَت شآمُها ، ويُقتَّلُ يَمَنُها غدرا وغيلة كلَّ يوم ، هي أمَّةٌ لا تليق بالأعياد . أمَّةٌ كلما باغتها شوقٌ لفرحٍ ، تحارُ بوصلتها إلى أيِّ جُرحٍ تَتَّجِه .
ولكن ، رغم كلِّ أجيالِ العبَث ، وطوفان الإفساد ، والرايات الملوثة ، وحقول الألغام القُطْريَّةِ والعِرقيَّة ، الطائفية والمذهبية ، ورغم أنف كلِّ مهزومٍ مأزومٍ ومتخاذل ، ورغم أنفِ كل من باعوا وتاجروا بالوهم ، فإن زمنَ التعايش مع الهزائم والمجون السياسي إلى زوال . أيها المُلَوَّثون بكل نقيصة وطنية حذار ، أرحام العروبة ما زالت خصبة ، برصاصٍ بارِّ لا يَعُقُّ . يلد جيلا مُبارَكا بعد جيل . ماضٍ بخطى ثابتة يلاحق التحرير والتحرر,والحرية بالقوة ، إلى منتهى الدم والروح .
وأنتِ يا عذبةَ الشفتين ، يا أولى القبلتين ومهدِ سيدنا المسيح عليه السلام ، يومَ نراكِ تبتسمين مُحرَّرة ، نقسم أنَّ ذاك اليومَ هو عيدك وعيد كل أحرار الدنيا .
الغار لكل من لا زالت فلسطين بوصلته ، وتحريرها في سلم أولوياته . تحرير الأوطان ونيل الحرية فيها ، لا يتم بالتسول أو الشرهات . إستَعِدوا وأعدوا لأعدائكم كلَّ قوة . طاردوهم بها في كل مكان .
الغار لشهداء الأمة ، وللمناضلين من أحرارها ، ولجرحاها ، وأسراها في معتقلات الأعداء وأعوانهم .
الخزي والعار لكل مفرط ، متهاون ، متخاذل وعاجز من أمة العرب .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى