واشنطن تتراجع عن تسليم الفلسطيني عبدالحليم الأشقر

سواليف
تفاصيل جديدة، صاحبت اختطاف الدكتور الفلسطيني عبدالحليم الأشقر (61 عاماً) من جانب المخابرات الأمريكية، وترحيله سراً إلى إسرائيل، ثم تراجع واشنطن عن تسليمه.
واشنطن تتراجع عن تسليم الأشقر إلى إسرائيل

فبعدما كان الأشقر قاب قوسين أو أدنى من الوقوع بين فكي إسرائيل، تراجعت واشنطن في اللحظة الأخيرة بعد الضجة التي أُثيرت حوله وبعد تدخل وساطات عربية، ورفضت تسليمه إلى إسرائيل ولكن تمت إعادته مرة أخرى للسجون الأمريكية.

الأشقر الذي أُفرج عنه من سجن الترحيلات التابع للمخابرات الأمريكية قبل 5 أشهر بعد اعتقال دام أكثر من 11 عاماً، تم استدعاؤه للمقابلة على وجه السرعة لدى دائرة الهجرة التابعة للمخابرات الأمريكية يوم الثلاثاء 4/6/2019، «لالتقاط صور جديدة وتجديد بياناته» وفق ادعائها الذي سرعان ما تبدد مع دخوله مقر الدائرة.

دخل عبدالحليم وزوجته أسماء المقر صباح الثلاثاء، ثم اقتادوه إلى غرفة مجاورة تاركاً زوجته في الغرفة الأخرى، سألت عنه الموظفين بعد مرور نصف ساعة فكان الجواب «ما زال قيد الإجراءات»، فحاولت الاتصال بنجل شقيقتها في الخارج لكنها اكتشفت أن الإرسال غير متوفر في الغرفة التي تتواجد بها.

طلبت زوجة الأشقر من الموظفين الاتصال فلم يجدوا حرجاً في إبلاغها أن الغرفة لا يوجد بها إرسال وأغلقوا عليها الباب، ليُفتح من جديد بعد 4 ساعات ويخبروها «أن زوجها الآن ركب الطائرة وفي طريقه إلى إسرائيل».

يشرح «أحمد مهنا» صدمة شقيقته بعد تلقيها الخبر، فيقول لـ»عربي بوست»، «اتصلت أسماء بالمحامين فتبين لهم أنهم تعرضوا لخدعة من المخابرات الأمريكية التي أبلغتهم بعدم أهمية حضورهم مع موكلهم عبدالحليم لأن لقاءها به لن يتعدى نصف الساعة».

وأوضح مهنا أن قاضي محكمة ولاية فرجينيا الأمريكية، استهجن فعل المخابرات الأمريكية بحق الأشقر، وأمر من في الطائرة بألا ينزلوا من الطائرة إلا بأوامر منه، مشيراً إلى أن زوج شقيقته وطاقم المخابرات الأمريكية مكثوا في الطائرة التي حطت في مطار بن غوريون بتل أبيب الثلاثاء لأكثر من 48 ساعة ولم يُسمح لأي منهم بالنزول من الطائرة.
وساطة دولة عربية تمنع تسليم الأشقر لإسرائيل

وكشف مهنا عن تدخل سفير دولة عربية لإعادة الأشقر إلى الولايات المتحدة ومنع تسليمه لإسرائيل، وقال :»إن قيادة حماس اتصلت بي صباح الجمعة وأبلغتني بأن الطائرة ستعود من مطار بن غوريون إلى أمريكا بعد نجاح وساطة دولة عربية».

وبالتزامن مع خط وساطة إحدى الدول العربية أصدر قاضي ولاية فرجينيا قراراً بعدم تسليم عبدالحليم الأشقر إلى إسرائيل وعودة الطائرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما حدث فعلاً.

وعن تفاصيل ما حدث مع الأشقر، أكد الدكتور الفلسطيني أن «محاولة خطفه وتسليمه لإسرائيل قد باءت بالفشل»، ونقلت زوجته أسماء عنه قوله: «عندما هبطت الطائرة في مطار بن غوريون جاء موظف أمريكي يعمل في السفارة الأمريكية، وأبلغ طاقم الطائرة بعدم النزول منها أو إنزالي تحت أي ظرف من الظروف»، لافتاً إلى أنه تم توفير الطعام لطاقم الطائرة تجنباً لنزولهم.

وأضاف عبدالحليم الذي أبلغ زوجته بالتفاصيل عبر الهاتف بعد عودته إلى سجن الترحيلات في فرجينيا «أنهم مكثوا في الطائرة يومين وقد لاقى معاملة حسنة من طاقم المخابرات الأمريكية على غير العادة»، مشيراً إلى أن الموظف الأمريكي عاد صباح الجمعة وأبلغهم بضرورة العودة إلى الولايات المتحدة تنفيذاً لقرار القاضي.

وأوضح أنه وُضع في سجن الترحيلات التابع للمخابرات الأمريكية فور وصوله ولاية فرجينيا الأمريكية.

وفي السياق، كشف مصدر مطلع في حركة حماس لـ»عربي بوست» عن محاولات حثيثة بذلتها الحركة عقب الإفراج عن الأشقر قبل 5 أشهر مع عدة دول عربية وإسلامية لاستضافته، لافتاً إلى أن تركيا وافقت على استقباله مؤخراً لكن تأخر الأمر بسبب إجراءات فنية.

وأكد مهنا ذلك، بالقول «إن تركيا طلبت من الأشقر تقديم أوراق لدى السفارة الفلسطينية في أنقرة، وقد تعرض للمماطلة من قبل السفارة إلى أن تم اختطافه من دائرة الهجرة».
وللأشقر رحلة معاناة كبيرة

ووصل عبدالحليم الأشقر الولايات المتحدة عام 1989 مبتعثاً من الجامعة الإسلامية في قطاع غزة ليكمل الدكتوراه في إدارة الأعمال، وحصل على المرتبة الأولى فيها، ليلتحق بعد ذلك بالعمل في عدة جامعات أمريكية ويفتتح ويترأس مكتباً للجامعة الإسلامية في واشنطن، جمع من خلاله التبرعات للجامعة وخدمها علمياً وأكاديمياً.

عامان مضيا حتى بدأت المضايقات والملاحقات الأمنية الأمريكية، فاعتُقل «إدارياً» بلا محاكمة أو تهمة عام 1999، وأُفرج عنه بعد 6 أشهر من إضرابه عن الطعام، جرى خلال تلك الفترة إغراؤه بالأموال وبتولي منصب لدى السلطة الفلسطينية في رام الله.

وقبيل الإفراج عنه تم إجباره من على التوقيع على ورقة تضمن «إقراره بعدم تعرضه للتعذيب وتنازله عن أي حقوق له أثناء الاعتقال الإداري» مقابل السماح له بمغادرة الولايات الأمريكية فورًا، وما إن وصل منزله حتى وجد المخابرات الأمريكية تنتظره، فتم اعتقاله ومحاكمته على تهمتين، الأولى الانتماء لحماس والثانية عدم الاعتراف على 250 شخصية اعتبارية وشخصية إسلامية.

ووفق شقيق زوجته، «فإن المحكمة الأمريكية قررت سجن عبدالحليم 11 عاماً على التهمة الثانية بعدما تم إسقاط التهمة الأولى، رغم أن أقصى مدة قد يقضيها على التهمة الثانية هي 3 سنوات وفق المحامين، لكن تمت مضاعفتها إلى 11 عاماً».

وأضاف مهنا، «أن المحكمة قررت الإفراج عنه عام 2017، لينتقل بعدها إلى سجن الترحيلات ويمضي أكثر من عامين إلى أن أُفرج عنه قبل 5 أشهر»، وكان من المقرر أن يلتقي بالمخابرات الأمريكية في الرابع من يوليو/تموز المقبل، قبل أن يتم تقديم الموعد لشهر ويتم اختطافه عبر طائرة خاصة ونقله إلى مطار بن غوريون».

يذكر أن الناشطة الإسلامية «إيمان مهنا» (42 عاماً) شقيقة زوجة عبدالحليم الأشقر قد قُتلت صباح الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول 2004م، حين اقتحم مجهولون منزلها ووجهوا لها 33 طعنة، نفذ منها إلى جنينها وهو في شهره السادس، حيث اشتُهرت بنشاطها الدعوي في ولاية «أريزونا» الأمريكية وأسست أكاديمية إسلامية فيها.
عربي بوست

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى