واجبات الحكومة الزوجية

#واجبات_الحكومة_الزوجية

د. #جودت_سرسك

يَحارُ #المواطن في أحداث #كأس_العالم المُنعَقِدة في دولة قطر الشقيقة حين يكتبُ مقالاً اجتماعياً رسمياً أو ساخراً يُغرّدُ فيه خارج السرب، ولكنّي يا سيادة المواطن القاريء ومعالي الحكومة الغارق سأغرد خارج ملعب البيت القطري الذي صمّمته شركة هندسة أردنية، سأغرد بعيداً عن مباراة أميركا وإيران وعن المتقاعدين العسكريين الذين ظهروا على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية على أرض قطر بالشبّاحات والفانيلات ذات الشيّالات أثناء استعدادهم لمهام حماية المونديال القطري.
تعجبني الباحثة في شؤون الحياة الزوجية والبناء الأسري فوزية الدريع وهي تدعو النساء إلى حركشة التستستيرون لدى الرجال، وذلك بعد أن بدا الرجال يظهرون أداءً منخفضا في علاقاتهم الحميمية نتيجة التعرّي في الميديا المكتوبة والمصورة والضغوط النفسية ورداءة التغذية، حيث دعتْ الدريع النساءَ إلى ضرورة التحركش بالرجال وأكّدت على أن السويتش أو المفتاح بأيديهنّ.
تبدا أيها القاريء الموقر والمواطن الغضنفر والحكومة الأدهى والأمر، تبدا الخلافات الزوجية بعد سنّ الأربعين لأسباب تعود لتراجع النشاط الهرموني الذكوري، فترى المرأة تتوشح بلبس العباءات السوداء ويبدأ الرجل بارتداء الثياب المجعلكة مقطعة الأزرار مترهلة الجانبين وذلك خلافاً للأرمل أو المصاب بفقدان حبيب بعد نفاذ مدة الحداد أو الأربعينية فيخلع أو تخلع عباءتها السوداء وثوب الحداد ليتنفسوا الصعداء ويعاودوا الحركة الطبيعية للنشاط التستستيروني.
لقد جرّب المواطن جميع انواع الكريمات المساندة بعد ضعف نشاطه الذكوري وتراجع مستويات التستستيرون عند الرجال وقد تقبّل عوَقَه وقبِل به وأيقنَ أنّ طريق الحياة الطبيعية شاقٌّ ومكلف خاصة أنّ الحبوب المنشطة للذكورة باهظة الثمن وأن دواء السياليس حِكرٌ على الغنيّ حيث تصل كلفته السبعين دولارً فيعجز عنه عموم المواطنين.
إن المواطن الموقّر المقرّ بضعفه يسعى جاهدا ليعالج ما بقي من رجولته فتراه ينهال على الخلطات الشعبية والأفوكادو والثوم ويُقبل على عروض السمك في معرض شادر السمك لدى الحاج أبو يزن ويتبادل معه الوتس أب ويتابع التيك توك الخاص بعروضه.
يدرك أبو يزن نقاط ضعف المواطن ويروّج لبضاعته بعبارات:
سمك بيسبّح للي خلقه، إبأربع نيرات ونص الّلوت، هامور كُشَر وهامور لُؤُس، تعال وشوف الدينيس اليوناني وادعيل إبستة ونص عدا عن الجامبري التايجر والِخضاري أبو التسعة وينهي عباراته بصوت مبحوح يطرب عليه كلّ المحرومين بعد الأربعين: تعال جاي قرّب على الكابوريا والكراب يامعلّم.
إني لأجزم أن أحدا من المواطنين وأبناء هذا الوطن الأربعيني لم يمرّ على عروض شادر السمك وإن كانت مقطوعة الرأس كما يمرّ على سوق الجمعة وسوق جارا في جبل عمّان والرينبو في اللويبدة.
كثير من المواطنين لم يُجدِ معهم الغذاء ولا الدواء ولا الترويح عن النفس عبر شركات السياحة الدَلَسيّة في شوارع إسطنبول وحارات تقسيم التركية وجبال طرابزون الشاهقة، فاتخذ المواطن اليائس لنفسه قطّا أو كلباً يؤنسه في وحشته بعد أن أيقن أن شريكته على وشك أن تخونه، وماالخيانة إلاوجهة نظر في زماننا.
إن الحكومة العاجزة الموقرة هي التي تقرّ بعجزها وتسلّم أوراق اعتمادها وترحل قبل أن يتجه المواطن لخيانتها وهجرانها.
إن المعارضة الفعلية هي شريك قد ضجَّ بحكومته العاجزة والتي لا يرتقي أداؤها إلى مستوى حاجات المواطن فهجرتها.
لقد هرمت الحكومة وتجاوز عمرها الأربعين ولم تجدِ معها كلّ محسنات شادر أبو يزن للهامور والجمبري واللؤس، وقد آن رحيلها وإن أصرّت على جدوى الكريمات المصنّعة وأدوية السياليس الباهظة، إذ إنّ بعض الأمراض تستعصي على علوم الطبّ الشعبي والحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى