وأمرهم شورى بينهم

بسم الله الرحمن الرحيم
وأمرهم شورى بينهم.

ضيف الله قبيلات

كان #عمر_بن_الخطاب رضي الله عنه قد جعل الأمر من بعده #شورى بين ستة نفر من العشرة المبشرين بالجنة وهم عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهم جميعاً، وقال ” لا اتحمل أمرهم حياً وميتا” وأوصى أن يصلي بالناس صهيب بن سنان الرومي ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى.

يروى أن عبد الرحمن بن عوف خلا بعليّ بن أبي طالب وسأله ” ارأيت إن لم يكن الأمر إليك فبمن تشير علينا .. قال بعثمان “، ثم عاد عبد الرحمن بن عوف وخلا بعثمان بن عفان وسأله “ارأيت إن لم يكن الأمر إليك فبمن تشير علينا .. قال بعليّ”.

فلما توفى الله عمر رضي الله عنه وأُحضرت جنازته تبادر عليها علي وعثمان أيهما يصلي عليه، فقال لهما عبد الرحمن بن عوف “لستما من هذا في شيء .. إنما هذا إلى صهيب الذي أمره عمر أن يصلي بالناس”، فتقدّم صهيب وصلى عليه، فلما فُرِغَ من شأن عمر جمعهم المقداد بن الأسود في بيت المسور بن مخرمه وقيل في غيره وانطلقت المشورة.

يقال أن الزبير بن العوام ترك حقه في #الخلافة لعلي بن ابي طالب، وترك سعد بن أبي وقاص حقه لعبد الرحمن بن عوف وترك طلحة بن عبيد الله حقه لعثمان بن عفان.

فقال عبد الرحمن بن عوف لعلي وعثمان ” أيكما يبرأ من هذا الأمر فنفوض الأمر إليه والله عليه و #الإسلام ليولّينَّ أفضل الرجلين الباقيين؟.. فسكتا ولم يجيبا .. فقال عبد الرحمن إني أترك حقي من ذلك والله عليَّ والإسلام أن اجتهد فأولّيَ أولاكما بالحق .. قالا نعم “، ثم خاطب كل واحد منهما بما له من فضل ثم أخذ عليه العهد والميثاق لئنْ ولّاه ليعدلنَّ ولئن وُلّي عليه ليسمعنَّ ويطيعنّْ .. فقال كلٌ منهما نعم.

ثم نهض عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يستشير الناس فيهما ويجمع رأي عامة المسلمين برأي رؤوس الناس، جميعاً وأشتاتا، مثنى وفرادى، سراً وجهرا، حتى خلُص إلى النساء المخدرات في حجابهنّ والوِلدان وحتى من يرد من الركبان والأعراب إلى المدينة لمدة ثلاثة أيامٍ بلياليها.

في صبيحة اليوم الرابع دعى عبد الرحمن بن عوف علياً وعثمان وذهب بهما إلى المسجد وقد لبس عمامةً عَمّه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقلّد سيفه ثم دعى المهاجرين والأنصار ونودي في الناس ” الصلاة جامعة ” فامتلأ المسجد ثم صعد عبد الرحمن بن عوف إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف وقوفاً طويلا ودعى دعاءً طويلاً ثم قال :” أيها الناس إني سألتكم سراً وجهراً فلم أجدكم تعدلون أحداً بهذين الرجلين إما علي وإما عثمان، فقم إليَّ يا علي .. فقام إليه ووقف تحت المنبر فأخذ عبد الرحمن بيده وقال هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه؟ قال علي أللهم نعم .. فقال عبد الرحمن وعلى فعل أبي بكر وعمر ؟ قال علي أللهم لا ولكن أجتهد رأيي .. وفي رواية أللهم لا ولكن عليّ من ذلك جهدي وطاقتي.

ثم أرسل عبد الرحمن بن عوف يد علي وقال قم إليّ يا عثمان، فأخذ بيده وقال هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه ؟ قال عثمان اللهم نعم، قال عبد الرحمن وعلى فعل أبي بكر وعمر ؟ قال عثمان اللهم نعم .

رفع عبد الرحمن بن عوف رأسه إلى سقف المسجد ويده في يد عثمان وقال ” اللهم اسمع واشهد، اللهم اسمع واشهد، اللهم اسمع واشهد إني جعلت ما في رقبتي من ذلك إلى رقبة عثمان .. ثم ازدحم الناس يبايعون عثمان وقعد عبد الرحمن بن عوف مقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلس عثمان تحته على الدرجة الثانية وجاء إليه الناس يبايعونه وبايعه علي بن ابي طالب أولاً وقيل آخراً.

استمرت خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه اثنتا عشرة عاماً تم في عهده جمع القرآن وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي وفتحت في عهده أرمينيا وخراسان وكرمان وسجستان في الشرق وأفريقيا وقبرص في الغرب، وقد أنشأ أول اسطول بحري إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين .. وسلامٌ على ذي النورين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى