« هيومن رايتس ووتش ».. الحمولة سياسية
عمر عياصرة
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الأميركية المدافعة عن حقوق الإنسان، امس الاثنين، الأردن بالقيام بـ«ترحيل جماعي» للاجئين السوريين.
اتهام مجحف وظالم، ولعلي اقتبس ما قاله الناطق باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، من انه لا يجوز المزاودة على الدور والاداء الاردني فيما يتعلق بمسألة اللاجئين السوريين.
التقرير مجبول بالسياسة اكثر من المهنية، فنحن موجودون في البلد، ولم نشعر – رغم متابعتنا للموضوع – بسلوك رسمي يدفع اللاجئين للعودة قسرا ورغما عنهم.
لعل الغرب ومراكز دراساته الانسانية، لا يعرفون عن انسانية الاردنيين ما يلزم حين يكتبون تقاريرهم، فقد استقبلنا اشقاءنا السوريين برحابة صدر، واقتسمنا معهم فقرنا وبنيتنا التحتية، والعيب والعار ان نتهم بأننا قساة وعتاة.
هذا التقرير يجب ان لا يرهبنا، فقد سبقته كلمة ترامب من على منصة الامم المتحدة، حين اشار الى قضية توطين اللاجئين السوريين، وهي صفاقة غريبة لا تعبر عن وعي بخصوصية اللجوء السوري، فالوطن السوري قريب، والعودة محتّمة، واي حديث عن تلاعب بالديموغرافيا هو افتراء ومؤامرة لن تمر.
الاردن مطالب بعدم الاكتراث بهذا التقرير، فعليه ان يمضي بوضع خطة حقيقية ومجدية لإعادة اللاجئين الى بلادهم القريبة، وان تكون هذه الخطة واضحة ومتفقة مع القانون الدولي.
علينا ان نحول دون كل محاولة تريد هضم اللاجئين السوريين في غير بلادهم، فقد عانينا بما فيه الكفاية، وتنكر لنا المجتمع الدولي، وقد آن الاوان كي نستمر في «حسن معاملة اللاجئين».
