هيبة الدولة / جميل يوسف الشبول

هيبة الدولة

بحثت عن ما يسمى هيبة الدولة فوجدت ان لكل دولة هيبتها الخاصة بها وان الاصطلاح لا يملك صفة

العمومية كالصدق على سبيل المثال والذي لا يمكن له ان يكون نصف صدق .

وجدت هيبة الدولة بشخوص رجالات الدولة وفي الانسان الذي انتجته تلك الدولة لا بقوة الدولة

مقالات ذات صلة

الاقتصادية او العسكرية ، فكم من دولة ملكت المال ولم تملك السيادة وكم من دولة ملكت السلاح

واعتدت على كل القيم والاخلاق وفقدت هيبتها.

وجدت هيبة الدولة في وجه ميركل وهي تبني بلدا لا زال مكبلا بقيود الصهيونية العالمية رايت الهيبة

بالعمل الصامت والانجاز العظيم والاجر الزهيد رايتها تحمل علامة صفر في الفساد والعجيب الغريب

ان لا احد من شعبها يصفق لها ولا تشكر لها الصحافة اي انجاز فعلته.

وجدت هيبة الدولة عند الالمانية بيا كليمب وهي قائدة قارب يعمل على انقاذ المهاجرين رغم الجهود

الايطالية لمنعها من القيام بذلك حيث رفضت وسام العرفان الفرنسي لشجاعتها وزميلتها في عمليات

الانقاذ المتكررة حيث وجهت حديثها الى رئيسة بلدية باريس وقالت “لا نحتاج الى سلطات تقرر

من هو البطل ، تريدين ان تمنحيني وساما لان اطقمنا تعمل على انقاذ المهاجرين من ظروف صعبة

بشكل يومي وفي نفس الوقت تسرق شرطتك بطانيات من اشخاص تجبرينهم على العيش في الشوارع

بينما تقمعين الاحتجاجات وتحرمين الاشخاص الذين يدافعون عن حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء”.

لم اجد هيبة الدولة في وجه ذلك الرجل ذي الوجه المكفهر الذي يرى فيه هبة ربانية لاستفزاز الناس

وترويعهم ولم اجدها لدى صاحب الوجه الناعم والذي اخذ يتلاعب بتقاسيم وجهه ليبدو اكثر جدية

وصرامة كي يخيف الناس ليشعروا بهيبة الرجل وهيبة الدولة .

هيبة الدولة مارسه الخليفة المعتصم الذي انتفض لعار لحق بالامة عندما كشف احدهم عن رداء احدى

النساء المسلمات والتي قالت قولتها الشهيرة “وا معتصماه” وقال قولته الشهيرة سارسل لهم جيشا

اوله عندهم واخره عندي وقد فعل .

هيبة الدولة تجاه شعبها تفان في الخدمة وتوسع في الخدمات واحتواء الناس والسماع لمطالبهم ولا

هيبة لدولة ترسل مئات الجنود المدججين بالسلاح لاعتقال رجل اعزل او مجموعة من الشباب

المحتجين.

سمعت ان طفلة المحامي كميل الزعبي صاحت ان اليهود دخلوا على بيتنا وقد رأت بام عينها اقتياد

رجال الدرك لوالدها ولم ينتبه الاخوة قادة الاجهزة الامنية لقول تلك الطفلة التي رأت انهم يتشابهون

مع قوات الاحتلال في الممارسة وانني ارى في ذلك صك غفران مجانيا لقوات الاحتلال وهي تمارس

البلطجة على الشعب الفلسطيني.

كميات الغاز التي القيت على متظاهري الرمثا والاعداد الهائلة من الجنود والاليات العسكرية وكلفتها

المادية الكبيرة والتي تزيد عن قيمة ما سعت له الحكومة لزيادة الايراد من رسوم جمركية على كروز

دخان لا تحقق هيبة لا لدولة ولا لوزير .

انتبهوا جيدا انتم تخدمون اعداء الامة وتهدمون في صلب البنيان الوطني انتم تغرسون الحقد في

صدور اطفال وشباب الوطن وتعدونهم ليكونوا عونا على الوطن لا عونا له فمن اهين بلا ذنب اقترفه

لن تحصدوا منه محبة او احترام بل كفر بالاوطان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى