هيئة شباب كلنا الأردن… مبادرة ملكية صنعت من الشباب قصة وطن”

#هيئة_شباب_كلنا_الأردن… مبادرة ملكية صنعت من الشباب قصة وطن”
بقلم الأستاذ الدكتور #أمجد_الفاهوم

لم تكن هيئة شباب كلنا الأردن مجرد مشروعٍ شبابي أو مبادرةٍ تطوعيةٍ عابرة، بل كانت منذ يومها الأول مبادرةً ملكية سامية أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني عام 2006 لتجسّد رؤيةً عميقة في الاستثمار بقدرات الشباب وتمكينهم من المشاركة في التنمية وصناعة القرار. جاءت الفكرة كترجمةٍ حيةٍ لإيمان القيادة الهاشمية بأن الشباب هم ركيزة الحاضر وضمانة المستقبل، وأن بناء الوطن لا يكتمل ما لم يكونوا شركاء في مسيرته.

كنتُ من أوائل الذين تشرفوا بالمشاركة في بلورة الفكرة وتأسيس الهيئة، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الأردن يحتاج إلى منصةٍ وطنيةٍ حاضنةٍ للشباب، تُؤمن بالحوار والعمل التطوعي والمواطنة الفاعلة، وتمنح الجيل الجديد صوتًا وموقعًا في معادلة التنمية. كانت البداية في ظلّ توجيهاتٍ ملكيةٍ واضحة تدعو إلى تمكين الشباب لا بتكرار الخطاب، بل بتوفير المساحات التي تتيح لهم التفكير والإبداع والمبادرة. وهكذا وُلدت الهيئة لتكون بيتًا مفتوحًا لكل شابٍ أردنيٍّ مؤمنٍ بقدراته وملتزمٍ بخدمة مجتمعه.

ومنذ انطلاقتها، تحولت “كلنا الأردن” إلى حالةٍ وطنيةٍ نابضة، تنسج عبر فروعها ومراكزها في المحافظات قصة نجاحٍ متواصلة. لم تقتصر أدوارها على التدريب والتمكين، بل أصبحت مساحةً للوعي والريادة والعمل الجماعي، حيث وُلدت منها مبادراتٌ شبابيةٌ رائدة تركت أثرًا في التعليم والبيئة والتنمية المحلية والخدمة العامة. صارت الهيئة عنوانًا للمواطنة المنتجة لا المنفعلة، ومنارةً تُلهم آلاف الشباب ليكونوا جزءًا من التغيير الإيجابي في مجتمعهم.

مقالات ذات صلة

وما كان لهذا الزخم أن يستمر لولا وجود قيادةٍ مخلصةٍ آمنت برسالة الهيئة وعملت على تجديد روحها وتفعيل دورها في الميدان. وهنا لا بد من الإشادة الصادقة بالسيد عبد الرحيم الزواهرة، المدير العام الحالي للهيئة، الذي نجح في تعزيز حضورها الوطني بروحٍ شابةٍ متقدةٍ بالحماس والمسؤولية. فقد استطاع أن يعيد الحيوية إلى مراكز الهيئة المنتشرة في المحافظات، وأن يرسخ مفهوم الشراكة بين الإدارة والشباب، وأن يجعل من الهيئة نموذجًا في الإدارة الوطنية القائمة على العمل الجماعي والشفافية والإنجاز.

اليوم، وبعد ما يقارب عقدين على تأسيسها، تواصل هيئة شباب كلنا الأردن مسيرتها وفيةً لرسالتها الأولى، حاملةً الرؤية الملكية التي أرادت للشباب أن يكونوا شركاء لا متفرجين، وقادة لا تابعين، وصنّاعًا للفرص لا منتظرين لها. فحيثما وُجدت الهيئة، وُجد الأمل، وحيثما نطق اسمها، نطق معه شعار العمل والانتماء. إنها قصةُ مبادرةٍ ملكيةٍ آمنت بالشباب، فصنعوا منها قصة وطنٍ يُبنى بالعزم، ويتجدد بالعطاء، ويكبر بإرادة أبنائه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى