هولوكوست غزة

#هولوكوست #غزة

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
الهولوكوست اليهودي هو مجموعة أكاذيب اخترعها الإعلام الصهيوني عقب الحرب العالمية الثانية لتحقيق مكاسب جيوسياسية، هذا الإعلام الذي يهيمن على 80% من الإعلام العالمي استطاع خلال العقود الماضية تسويق أكاذيب المحرقة والغاز بحق اليهود لتصبح حقيقة ووسيلة يبتز بها العالم ، وللعلم فإن النازية الألمانية وحسب ما رواه من عايشوا وشاركوا في الحرب العالمية الثانية لم يفرقوا بين مسيحي ويهودي أو بين روسي وبولندي وبلغاري! لقد كانوا يبيدون أي قرية يلجأ إليها المقاومون أو تُطلق منها النيران نحوهم ويعتقلون ويعدمون المشتبه بهم دون النظر والتدقيق بهوياتهم وعقيدتهم! وأنا شخصيًا سمعت لكثيرين ممن عايشوا تلك الفترة ولم يؤكد أي منهم المزاعم الصهيونية! ولكن أدق وأصدق جواب سمعته شخصيًا على هذه الخرافة كان عام 1978 من أحد القادة العسكريين الروس الذي كان من بين من قادوا عمليات المقاومة خلف الخطوط الألمانية في بولندا، وهذا كان جوابه: “مُعظم من كانوا بالمعتقلات النازية هم من رجال المقاومة وبيئتهم الحاضنة الشعبية، وأنَّ اليهود كانوا أقل مشاركةً وتضحيةً بالحرب من غيرهم وكانوا أقليةً في المعتقلات من غيرهم ، وكل ما يروجه الإعلام الغربي هي كذبة وخدعة العصر !” ما يؤكد هذا القول هو قتل وتهديد وشراء ذمم كل من حاول إنكار وتكذيب هذه الرواية على يد الوكالات الصهيونية وشركائهم الغربيين، وها هي الأكذوبة تتكرر اليوم، حيث نسمع ونشاهد على مدار الساعة من تبني وترديد الإعلام الغربي والصهيوني ورؤساء وقادة الغرب الاستعماري المتوحش الأكذوبة الصهيونية بزعمهم أن حماس قطعت رؤوس الأطفال واغتصبت النساء دون تقديم أي دليل بالرغم من تكذيب الاسرى المفرج عنهم لها ! هذه الأكذوبة ستصبح غدًا هي الحقيقة المزيفة، يريدون وسيحاولون تزييف الحقيقة ليظهروا وكأنهم هم الضحية؛ تمامًا مثل أكذوبة الهولوكوست في القرن الماضي، ولكن لحسن حظهم لم يكن في تلك الفترة هذا الفضاء الإعلامي المفتوح لينقل لنا ما يرتكبه اليوم النازيون الصهاينة ومغول العصر من جرائم وإبادة وحرق بحق المدنيين العُزل في غزة، الحقيقة المؤكدة هي أن الاتحاد السوفياتي قدّم لوحده 27 مليون مواطن لتحرير العالم من شرور النازية في الحرب العالمية الثانية، هذا النصر الذي طالما حاول الاعلام الصهيوني نفسه وأفلام هوليوود تزييفه وتسويقه كانتصار أمريكي، من رحم هذه الحرب ولدت دويلة الكيان العنصري وتم تسويقها إعلاميًا زيفًا وبهتانًا كضحيةٍ لها!

كل المجازر والمذابح والمحارق والبطش والإجرام واللاإنسانية التي قيل أنها ارتُكبت بحق اليهود زوراً وبهتانًا يرتكبها الكيان العنصري الصهيوني منذ عام 1948 وحتى اليوم أمام مرأى ومسمع وصمت العالم بالصوت والصورة وبتشجيع ودعم ومشاركة فعلية من قوى الرأس مالية المتوحشة بحق الفلسطينيين ، ما يجري اليوم في غزة هو أبشع بكثير مما ارتكبته النازية بحق الشعوب ، فقط الدولتان الراعية والمرعية ” أمريكا واسرائيل” هما من تتنافسان على الفوز ببطولة الإجرام والإبادة بحق الشعوب ، فكلاهما قد بُنيتا على أشلاء السكان الأصليين ، ما تقوم به إسرائيل من فنون قتل وتجويع وتشريد وحرمان وإبادةٍ للأطفال والنساء والشيوخ في غزة تجاوز كل حدود الخيال البشري الإجرامي، إنها الهولوكوست الحقيقية بالصوت والصورة خاليةً من أي فبركة وتزييف ويجب توثيقها وتسميتها والاشارة اليها بالهولوكوست الغزيّة .

أمام هذا الهولوكوست يحق لأي مواطن عربي أن يسأل: لماذا أنفقنا التريليونات المالية لتسليح جيوش عربية لا ولن تحارب أعداء أمتنا؟ بل على العكس تتعاون وتُنسق معهم أمنيًا وعسكرياً! لماذا في كل دولة عربية تتعدد الأجهزة الامنية بمسميات وبموازنات ضخمة وبرفاهية خمسة نجوم والشعوب تتضور جوعاً؟ لماذا يشاهد ويلمس المواطن العربي قوتها وجبروتها للقمع عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل! فقط في غزه رأينا ونرى بأس وقوة وارادة الشعب العربي في صنع المعجزات عندما تتهيأ له الظروف؛ أتعرفون لماذا ؟ لأنه بكل بساطة لا يوجد هناك حاكم عربي !!!

السؤال الكبير هو: أين أئمة إفتاء جهاد النكاح وشيوخ التضليل الذين زلزلوا الارض بالأمس لتحرير سوريا ! سمعت أحدهم وهو يتنحب وتتحشرج الكلمات والجمل في صدره ويذرف الدموع ويجهش بالبكاء عام 2017 وهو يحث المسلمين على النفير للجهاد في سوريا ! وسمعته نفسه في خطبة الجمعة الماضية وهو يوعظ المصليين بالتحلي بالخلق والصبر والنظافة الشخصية، وقد كان هادئاً مسترخيًا وكله وقار ! ولا زلت أحفظ الفتاوى التي أطلقها أحدهم وهو سعودي الجنسية حاثًا الناس على التوجه للقتال في سوريا! ولكنّي وللعجب، سمعت آخر فتوى له قبل يومين يُحّرم فيها الخروج والمشاركة في التظاهرات المؤيدة لجهاد رجال الله في غزة لما في ذلك من مخالفة شرع الله المتمثل باختلاط الرجال بالنساء! وبالمناسبة وبمسافة ليست بعيدة عنه كانت هناك حفلة صاخبة مختلطة والحضور فوق بعضهم البعض ! وأجزم أنه سيفتي بجواز الاختلاط اذا كان من باب الترفيه !

فلسطين انتصرت بقوة وعزيمة المقاومين وبإرادة وتوفيق رب العزة والجلالة وبتضحية وعزيمة ابنائها ، لن تقوم لدويلة الكيان ولشركائه قائمة بعد هذا الطوفان الإلهي، الذي قال عنه نتنياهو قبل أسبوع: “شركائنا العرب يعرفون أن هزيمتنا هي هزيمة لهم” ، ونحن نرد عليه بالآتي” لولا الخيانة من بني يعرب… ما كانت الغربان في أوطاني”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى