
هم يراهنون على #وعد_ترامب ونحن نراهن على #وعد_الرب_سبحانه
✍️إن ما يجري وما يقع في منطقتنا من أحداث جسام، تجعل العالم كله مشدودًا مما يجري، حتى لكأن مفتاح وبوابة السلم أو الحرب العالمية موجود هنا وفقط هنا. فمن هذه البقعة تكون وترفع راية السلم، ومن هنا تكون شرارة الحرب، وأي حرب ستكون؟!
✍️ولكن ولأن الواقع يقول إن من يُقتلون ومن يشرّدون ومن يجوّعون ومن تُدمر بيوتهم ومدنهم ومن تحتل أرضهم هم أبناء أمتنا وإخوتنا، بينما الذين يَقتلون ويشرّدون ومن يجرّبون الأسلحة الفتّاكة التي صُنعت في أمريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وغيرها هم غيرنا وحلفاؤهم، وهم الذين يحظون بالدعم السياسي والإعلامي والاقتصادي، وهم الذين ترفع الأصابع تلقائيًا في مجلس الأمن دفاعًا عنهم.
✍️نحن وإياهم إذن على قناعتين متناقضتين، هم يعتقدون أن الصولة والجولة لهم وأن الحاضر والمستقبل لصالحهم فعلام يراهنون؟ ونحن على يقين أنه ومهما كان الظرف صعبًا وحال أمتنا على ما هي عليه، إلا أننا نعتقد أن المستقبل لنا وأن دورة التاريخ هي لصالحنا فعلام نراهن؟
🔷 وتململ المارد
✍️هم يراهنون على أن الأمة الإسلامية اليوم أمة ممزقة ومثخنة بالجراح كقطيع هاجمته مجموعة ذئاب فتركته بين مقتول ومجروح وشارد، وأن الأمة اليوم مبعثرة ومفككة ولم يعد يجمعها لا رابطة الدين ولا رابطة القومية، وأننا أصبحنا دولًا وشعوبًا وأحزابًا متفرقة بل ومتناحرة.
💡هم يراهنون على أن العرب والمسلمين ومنذ عشرات السنين بل ومنذ سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية في العام 1923، فإنهم يتقلّبون بين مستعمر ومحتل قديم، وبين مستعمر ومحتل جديد، ويتقلّبون بين نكبة ونكسة، ولم يسجّل لهم إلا مواقف خزي وذلّ وهروب وضياع أرض وانتهاك عرض وتدنيس مقدسات.
💡وهم يراهنون على أن العرب والمسلمين قد رفعوا وافتخروا برايات القومية والثورية والاشتراكية، وما عادوا يهتفون إلا باسم لينين وماركس وجيفارا، وأن الدين بالنسبة لهم أصبح مجرّد تراث.
✍️ونحن نراهن على أن سنوات التيه والضياع قد انتهت وولّت إلى غير رجعة وأن صفحتها قد طويت إلى الأبد، وأن ضياع وانحراف بوصلتنا لن يتكرر بإذن الله، وأن مارد الإسلام الذي نام طويلًا قد بدأ يتململ.
💡ونحن نراهن على أن شعوبنا قد جرّبت كل الأفكار والمبادئ ورفعت كل الشعارات والرايات فزادتها ذلًا على ذلّ وهوانًا على هوان، فأدركت أنه لا خيار لها ولا فلاح ولا نجاح ولا عزة ولا كرامة إلا بالإسلام.
💡ونحن نراهن أن في الوطن العربي والإسلامي اليوم، جيلًا مباركًا من الشباب الذين لا ينحازون إلى الأوطان بمفهومها الضيّق، ولم تعد ولاءاتهم للرئيس أو الملك أو الأمير، وأن الصراع الذي يجري ليس صراعًا سياسيًا ولا اقتصاديًا، وإنما هو صراع حضاري عقائدي ديني، وأن شباب هذا الجيل لم يعودوا يهتفون ويتفاخرون لا بماركس ولا لينين ولا جيفارا وميشيل عفلق ولا حتى جمال عبد الناصر، وإنما هم الذين يفاخرون ويعتزّون بنسبهم إِلى عمر وعلي وخالد وسعد وطارق والمثنى وصلاح الدين وعمر المختار، ولسان حال الواحد منهم يقول:
أنا مسلم ولي الفخار فأكرمي يا هذه الدنيا بدين المسلم
وأنا البريء من المذاهب كلها وبغير دين الله لن أترنم
فستشهد الأيام ما طال المـدى أو ضمّ قبري بعد موتي أضلعي
إنّي لغير الله لست بعابدٍ ولغير دستور الســـماء لن أنتمي
🔷أمتنا تمرض ولا تموت، تتعثر ثم تنهض
✍️هم يراهنون على أن الأنظمة المستبدة من أصحاب الجلالة والفخامة والسموّ ما زالوا يجثمون على صدور شعوبهم، يحكمونهم بالحديد والنار، يقتلون ويسجنون ويشرّدون ويكممون الأفواه، وهم منشغلون بشعوبهم التي هي بالنسبة لهم عدوهم الأول بل الأوحد، ولمواجهة شعوبهم فإنهم يعدّون جيوشهم ومخابراتهم وإعلامهم.
💡هم يراهنون على أن أقصى ما يقوم به هؤلاء هو الشجب والاستنكار والتنديد وفي أحسن الحالات مؤتمر قمة تافه وهزيل، بل إن البعض منهم أصبح يعتذر عن استضافته، وكثيرون منهم يعتذرون عن المشاركة فيه فيوفدون مندوبًا عنهم لحضوره لإسقاط الواجب.
💡هم يراهنون على أن هؤلاء القادة يتظاهرون بالعداء لأمريكا وإسرائيل وهم في الحقيقة قد سخّروا كل خيرات بلادهم وأرصدتهم ومقدّراتهم في خدمة أمريكا ومصالحها، وأنهم يقيمون علاقات سرية مع حكومات إسرائيل منذ عشرات السنوات، وأن تنسيقًا على أعلى المستويات قائم بين أجهزة استخبارات أصحاب الجلالة والفخامة وبين موساد إسرائيل وشاباكها وجيشها، لا بل وصل الأمر إلى الحدّ الذي أصبحت كل الأجهزة الأمنية لسلطة أبو مازن تعمل لخدمة إسرائيل وأمنها واحتلالها.
✍️ونحن نراهن على أن شعوب الأمة شعوب حيّة تمرض لكنها لا تموت، تكبو وتتعثر لكنها حتمًا ستنهض.
💡ونحن نراهن على أن الطواغيت والجبابرة والعملاء من الملوك والرؤساء والأمراء قد مرّ في تاريخ الأمة من هم مثلهم بل وأسوأ منهم، أمثال شاور وابن العلقمي والصالح إسماعيل ممن كانوا عملاء للصليبيين والتتار، لكن الشعوب خلعتهم وداستهم بالأقدام حتى أن منهم من أعلن عنهم أنهم أمراء للبيع كما تباع الحيوانات في سوق النخاسة كما فعل العزّ بن عبد السلام بهم بعد تحرير مصر من الصليبيين والفاطميين.
💡 ونحن نراهن على أن الشعوب التي ثارت مطلع العام 2011 وكان يُظنّ أنها ميّتة وجبانة، هذه الشعوب التي أطاحت بحسني مبارك والقذافي وزين العابدين وعلي عبد الله صالح، ولاحقًا أطاحت ببشار الأسد، فإنها حتمًا ستعود وتخلع من سرق هذه الثورات واغتصبها أمثال السيسي وقيس سعيد وممن ساندوا هؤلاء ودعموهم وموّلوهم، وأن الشعوب سترجم هؤلاء كما رجم العرب قديمًا أبا رغال.
🔷 أمتنا ولود وليست عاقرًا
✍️هم يراهنون أن العرب والمسلمين قد أصبحوا اليوم بين فكيّ كماشة، فأمريكا من جهة وروسيا من الجهة الأخرى، وأن لكليهما علاقات وروابط مع إسرائيل، وعليه فما على العرب والمسلمين إلا الخضوع والولاء لأحد المعسكرين.
💡ونحن نراهن أن التاريخ يعلمنا ويقول لنا بأن هناك امبراطوريات كانت أعظم وأقوى من أمريكا وروسيا، هم الفرس والروم، وأننا واجهناهم ثم أصبحت بلادهم جزءًا من الدولة الإسلامية العظيمة بل وإن عواصمهم أصبحت حارات داخل إمبراطوريتنا.
💡ونحن نراهن أن الأمة الإسلامية قد وقعت يومًا بين فكيّ كماشة هم الصليبيون والتتار، فانتصرنا عليهم وهزمناهم ومرّغنا أنوفهم في تراب حطين وعين جالوت.
💡ونحن نراهن على أن هذه الدول العظمى لها مصالح، ويمكن أنها ولأجل مصالحها أن تعيد تقييم تحالفاتها، ليس حبًا بالمسلمين وإنما حرصًا على مصالحها.
💡ونحن نراهن على أن شعوبنا معروفة بعطائها وتضحيات أبنائها، وأنها لا يمكن إلا أن تبذل الغالي والنفيس والأرواح دفاعًا عن عقيدتها، وهي تعلم أن جزاء ذلك هو جنّة عرضها السماوات والأرض.
💡ونحن نراهن على أن أمتنا أمة ولود وليست عاقرًا، وأن بدل الألف يأتي مليون وبدل المليون يأتي عشرة ملايين، وأن الأمة التي أنجبت خالدًا وسعدًا والقعقاع وصلاح الدين وقطز وعمر المختار الذي قال لهم: “إن مدفعكم سيكسر سيفي، لكن باطلكم لن ينتصر على حقّي”، هذه الأمة ستنجب غيرهم وأعظم منهم.
يا ربّ يسر قائدًا لا ينثني ويكون في يمنى يديه المخرج
ويقود خيلًا عاديات جرّبت وخيول من سبقوه كانت تعرج
مهما تطل أيام ظلم عدوّنا مهما بدا أن المسالك ترتج
فبلادنا بالفاتحين خصيبة وستنبت البطل الجسور وتنتج
🔷لن نقع في الفخّ
✍️هم يراهنون على أن حربًا طائفية طاحنة بين المسلمين السنّة وبين المسلمين الشيعة، لقد نجحوا في الإيقاع بين العراق وبين إيران، ونجحوا في الزجّ بشيعة إيران ولبنان في الصراع في سوريا بين الشعب وبين طاغية جبار هو بشار، وهكذا فعلوا في اليمن ولن ييأسوا من إمكانية الإيقاع بين إيران وبين تركيا، ولقد كان شعارهم في ذلك وسياستهم ما كان يقوله هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا: “دعوا الأطفال يلعبون بالسلاح”.
💡 إنهم يراهنون على اللعب بعقول المسلمين بأن المسلمين السنّة هم حلفاء لأمريكا وإسرائيل والغرب، وأن الشيعة هم العدوّ المشترك، وأن أمريكا وإسرائيل هي من ستحمي المسلمين السنّة من شرور الشيعة.
✍️ونحن نراهن أن أخطاء قاتلة ارتكبها قادة الشيعة في مواقع كثيرة، لكن غباء أمريكا وسياساتها المجنونة، وأن إسرائيل وسياسة شعب الله المختار قد مهدّت الطريق لمعرفة أن أمريكا وحلفاءها وفي مقدمتهم إسرائيل، هم رأس الحربة في العداء للإسلام والمسلمين كل المسلمين سنة وشيعة.
💡ونحن نراهن على وعي الشعوب من أن صبّ مزيد من الزيت والحطب على نار الطائفية هي سياسة يستفيد منها أعداء الإسلام وعملاؤهم من الزعماء المسلمين سنة وشيعة للحفاظ على مناصبهم وكراسيهم.
💡ونحن نراهن على أن كيد أعداء الإسلام وجنون حقدهم قد رفع منسوب الوعي لدى أبناء الجيل من المسلمين حتى لا يقعوا في هذه الفتنة بل ويتجاوزوها، ولن يقعوا في الفخّ بإذن الله تعالى.
🔷وانتظار الفرج عبادة
✍️هم يراهنون أن أمة الإسلام تحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة في ظل حالة التمزق والشرذمة التي تعيشها، وأن أبناء الأمة يعيشون حالة من الإحباط واليأس.
💡 هم يراهنون أن سياساتهم ضد أمة الإسلام ستقود إلى مزيد من السوداوية واليأس والإحباط، وأن البلاء سيعظم على الأمة لتجعل المسلمين يستسلمون للأمر الواقع يفعل بهم أعداؤهم ما يشاؤون.
💡هم يراهنون أنه وكلما ظهرت بين المسلمين جماعة تدعو للتغيير أو ترفع راية الأمل وتنتصر للحق، فإنها سرعان ما تُسحق وتُضرب بعصا وقمع عملائهم، وعليه فإنها سنوات طويلة ستمرّ فيها ويتسلط هؤلاء العملاء على الأمة بينما الأخيار والعلماء والدعاة في غياهب السجون وفي الزنازين.
✍️ ونحن نراهن على قراءة التاريخ الذي يقول لنا إن الأمة الإسلامية قد مرّت بأصعب من هذا وتجاوزته وخرجت منه كما يخرج الذهب من النار فلم تزده إلا صفاء ونقاء وبريقًا.
💡ونحن نراهن أن حالة الخوف والإحباط والهوان بفعل جرائم التتار قد أوصلت المسلمين يومها إلى حدّ القول: “إذا قيل لك إن التتار قد انهزموا فلا تصدق”، فنراهن على أن تلك الحالة قد انتهت وأن التتار هزمناهم شرّ هزيمة، بل إن كثيرين منهم قد دخلوا في الإسلام.
💡وقبل التاريخ فإننا نراهن على وعد الله تعالى الحقّ لنا بأن المستقبل للإسلام لما قال سبحانه: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}آية 21 سورة المجادلة، {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا} آية 28 سورة الفتح، {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَإِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} آية 173 سورة الصافات.
✍️يوم الأحد القريب 2/11 هو يوم ذكرى وعد بلفور المشؤوم، وعد رئيس وزراء بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، وهو ما تحقق في العام 1948 على حساب نكبة شعبنا الفلسطيني وتهجيره.
✍️وها نحن نشهد في هذه الأيام وعودًا كثيرة من ترامب وفريقه الإنجيلي الأصولي، إننا على يقين بأن وعد الله هو الذي سيتحقق وليست وعود ترامب الكذاب الأشر.
فترامب ما أكثر وعوده بل ما أكثر أكاذيبه، وكثير منها ينطبق عليها قول القائل: “كلام الليل يمحوه النهار”. أمّا ربنا جلّ جلاله فإن كلامه ووعده هو الصدق والحقّ {وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} آية 6 سورة الروم.
✍️فهم يراهنون على وعد ترامب، ونحن نراهن على وعدّ الرب جلّ جلاله.
وبعد وعد الله تعالى فإننا نراهن على بشارة رسول الله ﷺ الذي يقول فيها: “لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلًا من أهل بيتي يملؤها عدلًا كما ملئت وجورًا”.
✍️وإننا ونحن نصبر ونثبت ونرابط حتى يتحقق هذا الوعد، فإن هذا الانتظار للفرج رغم البلاء والشدة فإنه عبادة لله تعالى، وقد قال ﷺ: “انتظار الفرج من الله تعالى عبادة”، وقوله: “أفضل العبادة انتظار الفرج”.
✍️ونحن نراهن على أنه وبعد إذ بلغ الظلم منتهاه وطغى الظالمون وتجبّروا، وبعد إذ أغلقت الأبواب وانقطعت أسباب الأرض وأيقن المسلمون أن الفرج من الله فتعلّقت به قلوبهم لأنه وحده الذي لا تنقطع أسبابه ولا تُغلق أبوابه، فإننا نراهن بل إننا مطمئنون أن الأرض تتهيأ لأمر عظيم، وأننا على أبواب دورة من دورات التاريخ المشرق المجيد لأمتنا بل وللبشرية بإذن الله تعالى، وإن غدًا لناظره قريب.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
 
				

