همسات في الهدوء الصاخب / ثروة الزعبي

همسات في الهدوء الصاخب
في الهدوء المصطنع من حولها جلست على ارجوحتها يعلو صخب ما بداخلها مع ارتفاعها تارة وينخفض تارة اخرى…..
نظرت في فنجانها وارتشفت القليل منه لعله بطعمه المر يخفي مرارة العاصفة التي اجتاحتها قبل ايام لكن هيهات ان يكون لها ذلك…..
أغمضت عيناها وأرخت جدائلها مع نسمات هواء الغروب وتركتها تداعب وجنتيها، وغرقت في حلم يعانقها ويحملها الى عالم لا حزن فيه ولا أنين….لكنها استيقظت من تلك الغفوة على ألم في ركن خفي في زوايا ذاك القلب الصغير ….ألم لا تطببه الادوية ولا يختفي مع شمس الغروب ….
حدثت نفسها بإقتضاب فالوجع لا يحتاج لحديث طويل قائلة: لا أعلم اي هدوء يمتلكني الان بعد تلك العاصفة التي اجتاحتني فقد تعرت شجرت الحياة من اوراق العمر وذكرياته من امامي….وبهت لون الارض من تحت قدماي …وهز كياني ….استرسلت بحديثها مع نفسها وغابت لتستيقظ من همهاماتها على صوت اتى من البعيد القريب…صوت ملائكي غلف قلبها…صوت حقيقي وكأنه قادم من السماء ليخبرها ان ما زال في الحياة متسع للأمل….صوت جبر خاطرها العليل….اهي تحلم أم ان الحلم اصبح حقيقة ….
جلس بجانبها ازاح بيديه خصلات شعرها المتطايرة على عينيها نظر فيهما طويلا حتى أحمرت خجلا…وقال :اه لو تعلمين كم تحمل عيونك من أحلامي …وكم تخبئ لي من أمالي…ومن مكان قريب صاح صوت طفلهما معلنا حاجته للهدوء وعن واحة خضراء يشعر بها بدفئ الشمس بعد العاصفة …ابتسمت له …وذهبت لتحتضن طفلهما ليشعر بالسلام كما تشعر هي به الان….

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى