هل يولد السلام من الجنون ؟؟؟
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي هتافات وهجمات كثيفة بين الرئيس الامريكي “دونالد ترامب” والرئيس الكوري “كيم جونج اون ” حتى بدا ان العالم يقترب من حرب نووية مؤكدة , ولوح كل منهما بأزراره النووية في وجه الاخر , وبدأ استعراض القدرات العسكرية لكل منهما .
لكن كانت المفاجأة الكبرى بتراجع التوتر وطرح حل جديد ينبئ بسلام وينهي جنونا محتملا , وتحدد مايو المقبل موعدا لهذا اللقاء .
وقد تبادل دونالد ترامب وكيم جونج أون العديد من الإنتقادات والردح السياسي خلال الفترة السابقة , ووصل الامر بينهما الى التهديد المتبادل بشن ضربات نووية.
قبل ان يتجه الطرفان من مرحله الجنون الى عقد لقاء هو الأول بين رئيس امريكي ورئيس كوري شمالي , منذ الخمسينيات من القرن العشرين , وحرب الكوريتين التي كانت الولايات المتحدة طرفا فيها .
رحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مفاجأة غير متوقعة لم تشهدها السياسة الدولية منذ زمن , بعرض الرئيس الكوري كيم جونج أون بعقد لقاء بينهما بوساطة كوريا الجنوبية .
يبدو ان رغبة كيم جونج أون بالتفاوض حول السلاح النووي , هي سبب قبول دونالد ترامب لهذا العرض , ومن الواضح ان مباحثات ورسائل سرية جرت خلال الشهور الماضية , بعد زيارة ترامب الأسيوية وتوسيط الصين بالإضافة الى بوادلر تحسن في علاقة الكوريتين .
وقد وصلت الامور الى قمة التدهور وتبادل الشتائم بين دونالد ترامب وكيم جونج أون , حيث وصف ترامب أون بالمعتوه القصير البدين ورجل الصواريخ , ورد كيم جونج بوصف ترامب بالعجوز المجنون المخرف , كما هدد ترامب أمام الأمم المتحدة بإزالة كوريا الشمالية من الوجود , وقد قوبل هذا التصريح بإستنكار دولي , ووصل التوتر لأعلى درجاته عندما رفع كيم جونج تهديداته في يناير الماضي “بأن لديه زر نووي على المكتب في غرفة مكتبه .. كل الأراضي الأمريكية في نطاق ضرباتنا النووية “, وبالمقابل رد ترامب ” انا ايضا لدي زر نووي , لكنه اكبر بكثير وأكثر قوة مما لديه , وزري يعمل ” .
حملت كوريا الجنوبية رسائل جونج الى ترامب , واعلن كيم جونج : ” يمكن تحقيق انجازات كبيرة حال عقد مباحثات مع الرئيس الأمريكي “, ووافق ترامب وسط ترحيب من العالم بإنتهاء الرعب من تهور رئيسين بدا كلاهما مرشح لإشعال حرب نووية , وقد رحب رئيس كوريا الجنوبية “مون جبه ان ” واعتبر لقاء كيم جونج وترامب حدثا تاريخيا يحل السلام في شبه القارة الجنوبية .
فيما أبدت أوروبا بعض المخاوف فقد رحب الرئيس الفرنسي بإعلان التوصل الى الإتفاق لعقد هذه القمة التاريخية .ورحب وزير الخارجية البلجيكي ” ديديه رانيدرس” بالإعلان عن هذه القمة ضمن الجهود الرامية بإيجاد حلول بشأن المسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية , اما ردت الفعل اليابانية فقد بدت واضحة في خطاب رئيس الوزراء الياباني ” شينزو ابا ” بأنه لا يجب مكافأة كوريا الشمالية لمجرد موافقتها على اجراء محادثات ولا تخفيف العقوبات المفروضة عليها ما لم تنتهي المحادثات لنزع اسلحة ” بيونغ يانغ ” كونها احد الأطراف المهددة بسلاح كوريا النووي .
كوريا الشمالية , ربما تلقت عروضا وضمانات بك الحصار وتلقي ثمن سخي في حال وافقت على هيكلة برنامجها النووي ,الامر الذي قد يخرجها من الأزمة الاقتصادية الطاحنة ,على الرغم من نفي البيت الابيض لمثل هذه العروض, مع ان التحرك السريع يشير الى نقاط العرض, خاصة بعد توجه الصين نحو علاقات اقل صداما مع الولايات المتحدة الامريكية وهي أحد الأطراف الداعمة ,بينما تبدي كوريا الجنوبية سعادة لكونها الطرف الأكثر تضررا من التوتر, ولهذا لعبت دورا في نقل الرسائل السياسية التي نقلت التوترات من سباق مجنون, حيث يمكن ان يولد السلام من الجنون .