هل يمهّد خطاب أبو عبيدة لمرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال؟

#سواليف

بعد غيابٍ تجاوز أربعة أشهر، عاد الناطق العسكري باسم ” #كتائب_القسام “، #أبو_عبيدة، بخطاب حمل في طياته #رسائل تتجاوز البعد الإعلامي إلى أبعاد ميدانية واستراتيجية أعمق، في توقيتٍ بالغ الحساسية ضمن سياق #الحرب المتواصلة على #غزة.

خطابٌ اعتبره محللون محطة فارقة في مشهد المواجهة، خاصةً أنه جاء عقب مرحلة قاسية من #الحصار و #التجويع والدمار الواسع الذي خلّفه التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق على القطاع.

وبينما لفت التغيّر الجسدي الواضح في مظهره أنظار المتابعين، جاءت كلماته مشحونة بدلالات عميقة، عكست #ثبات_المقاومة واستعدادها لرسم ملامح مرحلة جديدة من الصراع.

مقالات ذات صلة

دلالات مركبة
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن الظهور الأخير لأبي عبيدة، الناطق العسكري باسم “كتائب القسام”، يُعد الأول بعد غياب دام أربعة أشهر و16 يومًا منذ خطابه السابق في 6 مارس، مطلع شهر رمضان. وأضاف أن “التغيّر بدا واضحًا على بنيته الجسدية، حيث بدا أكثر نحولًا مقارنة بظهوره الأخير، ما قد يعكس ظروف الميدان القاسية”.

وأوضح أبو زيد، أن “خطاب أبي عبيدة حمل دلالات مركبة، إذ بدا وكأنه يرفع من سقف المواجهة بتحويل قضية (أسر الجنود) من ورقة ضغط إعلامية إلى خيار استراتيجي، ورسالة واضحة بأن المقاومة جاهزة لحرب استنزاف طويلة إذا ما فشلت المفاوضات الجارية”.

واعتبر أن “هذا التحول يفرض على الاحتلال إعادة هندسة قراراته العسكرية، وهو ما قد ينعكس تباطؤًا وإرباكًا في تحركاته الميدانية”.

وأشار إلى أن “أحد أبرز المفاهيم التي طرحت في الكلمة هو (معركة الوقت)، التي لطالما راهن عليها الاحتلال، لكن واقع الميدان يُظهر أنها باتت معركة استنزاف تُنهك قواته بدل أن تكون لصالحه”.

كما علّق أبو زيد على ما ورد بشأن “عربات جدعون”، قائلًا إن “الإشارة إليها في خطاب أبي عبيدة تؤكد أنها أقرب إلى كونها (هالة إعلامية) أكثر منها قيمة عسكرية فعلية”، مضيفًا أن هذه العربات – وفق تعبيره – “بدأت تأكل نفسها”.

تحريض الأمة
من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق أن “خطاب أبو عبيدة حمل دعوة لإعادة تفعيل الروح الوطنية والمقاوِمة، وتجديد طاقة التعبئة في الشارع الفلسطيني والعربي والدولي”. وأشار إلى أن “الرسالة كانت موجّهة بشكل مباشر إلى الشعوب والبرلمانات العربية، داعيًا إياها إلى التحرّك الجاد والمسؤول”.

وأكد القيق، في حديثه لـ”قدس برس”، أن “أبو عبيدة منح القوى الشعبية والحزبية – من إسلاميين ويساريين وعلمانيين، إضافة إلى النقابات والهيئات – نحو 21 شهرًا لترتيب أوراقها وتقييم أدائها، لكنّ الخطاب أوحى بأن زمن الانتظار قد انتهى، ولم يعد مقبولًا – من وجهة نظر المقاومة – استمرار الجمود وتكرار الأدوات والمشاهد التقليدية في التعبير عن الموقف”.

وأضاف أن “المشهد كبير ويتطلب فاعلين كبارًا، سواء في الميدان أو في العمل السياسي والمقاوم على مستوى الأمة”، مشددًا على أن “حديث أبو عبيدة كان واضحًا في رسائله: المقاومة باقية وصامدة، لكنها لا تحتمل أن يُقابل صمودها بصمتٍ عربي قاتل”.

وختم القيق بالقول إن “اللوم الذي تضمّنه الخطاب لا يأتي من موقع العتاب بقدر ما هو تحريض للمؤمنين على القتال، ودعوة للشعوب العربية إلى منع التمدد الإسرائيلي من تهديد أمنها القومي، خاصة في ظل ما يجري حاليًا في لبنان وسوريا”.

وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

المصدر
قدس برس
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى