هل هو «لجوء مزمن»؟ / عمر عياصرة

هل هو «لجوء مزمن»؟

اللجوء السوري عبء علينا، ولا زال، تلك جزء من اعترافات الحكومة، وجزء من ادواتها لتبرير تفاقم ازمتنا الاقتصادية، ومع ذلك يلوذ الملف بالصمت كأنه لا يعني احدا.
سوريا تغلق ابواب ازمتها، ومع ذلك، لا عودة للاجئين السوريين المقيمين في الاردن بالشكل الذي يتناسب مع تطورات المشهد هناك.
قد تكون اسباب عدم العودة للاجئين اقتصادية او امنية، بمعنى اسباب ذاتية، لكن ايضا هناك اهمال حكومي للملف، فلا خطة موضوعة، ويشعرك «التراخي» بأننا ننتظر اشارة اقليمية او دولية قد تتأخر او لا تأتي.
الحذر الاردني من التعاطي مع دمشق وطهران غير مفهوم الى الان، ما الذي يمنع دخولنا من الباب، لا من الشباك، لماذا نبحث عن موسكو كي تشكل لنا ممرا في الملف السوري.
ادرك ان عناصر اعادة انتاج علاقتنا مع العاصمتين متنوعة، تتراوح بين مصالحنا الوطنية، والاجماع العربي، واشارات واشنطن، وغيرها الكثير.
لكني كنت اتمنى ان نقدم مصالحنا على كل ذلك، وان نوظف تراخي قبضة «الرياض وواشنطن» عن الملف السوري، كي ننجز علاقة تفيدنا وتعمل على اعادة اللاجئين لديارهم.
لابد من خطة واضحة، تصوغها الحكومة بأي ثمن من اجل عدم تحوّل اللجوء السوري في ديارنا الى «لجوء مزمن» او «لجوء طويل الامد».
هناك من يقول ان ايران تعيق عودتنا لدمشق وبغداد، اشك في كون ذلك صحيحا بالمطلق، لأنه ليس من المنطق الاعتراف بواقع جديد في العاصمتين بعيدا عن تأثير ايران ونفوذها.
قصتنا مع دمشق وبغداد، قصة جوار، قديم ومستمر، تمر بلحظات راحة احيانا وتوتر في أحايين اخرى، لذا يجب ان نراعي في علاقتنا معهما مصالحنا الوطنية اكثر من الاشارات الاقليمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى