هل هذا هو المكان الذي غرق فيه فرعون وجنوده؟

سواليف – معلومات متناثرة كثيرة جرى تداولها في وسائل إعلام غربية خلال الأيام الماضية عن التوصل لهياكل يعتقد أنها لجنود فرعون الذين غرقوا خلال مطاردة النبي موسى وبني إسرائيل في البحر الأحمر وتحديدا عند مدينة رأس غارب بمصر.

وزعمت المعلومات أنه تم العثور على الهياكل في قاع البحر الأحمر من مدينة رأس غارب ، حيث كان يجري البحث عن سفن أثرية غارقة ترتبط بالعهد الحجري والبرونزي في منطقة البحر الأحمر، وتم بالمصادفة اكتشاف كتلة كبيرة جدا من العظام والجماجم الإنسانية وأكثر من 400هيكل عظمي ومئات قطع الأسلحة والدروع وبقايا مركبتين حربيتين منتشرة على مساحة 200 متر مربع وهو ما جعل الجميع يعتقد أنها لجيش فرعون.

الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بوازرة الآثار المصرية يؤكد : أن بنى إسرائيل نسبة إلى جدهم الأول النبى يعقوب عاشوا بمصر في أرض جوشن أو جاسان المعروفة الآن بوادى الطميلات وهو الوادي الزراعي الذى يمتد من شرق الزقازيق إلى غرب الإسماعيلية، وأن موقع عبورهم مع النبى موسى كان عند رأس خليج السويس حيث يؤكد خط سير رحلتهم هذه الحقيقة .

ويشير د. ريحان إلى مكان عبور بني إسرائيل وغرق فرعون وجنوده كان عند نقطة الشط برأس خليج السويس، وهي أقرب نقطة مرئية عبر خليج السويس حيث ذكر في القرآن الكريم أن بنى إسرائيل شاهدوا المعجزة أمامهم على مرمى البصر وأقرب نقطة يتم من خلالها رؤية الشاطئ الآخر من خليج السويس هي نقطة الشط .

ويتابع د. ريحان أن الآية الكريمة تقول “وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون ” وما ذكر في التوراة يقول أدار الله الشعب في طريق “برية سوف” وصعد بنو إسرائيل متجهزين من مصر من أرض رع مسيس فارتحلوا منها إلى سكوت ثم ارتحلوا من سكوت ونزلوا في إيتام ” خروج 13: 14

ويشير إلى أن ” بر رعمسيس ” هي المدينة التي اكتشفها العالم المصري محمود حمزة عام 1928 وبناها رمسيس الثاني لتكون عاصمة لملكه في مصر بوسط الوجه البحري ، وبحر سوف” يعنى بحر البردى و”برية بحر سوف” هي الأرض اللينة المغمورة بالماء التي تمتد إلى الجنوب والشرق من بحيرة المنزلة وكان ينبت فيها البردى، أما سكوت فهي لفظ عبرى قديم ” بمعنى الخيام أو المظلات ويراد بها الأماكن المعدة كاستراحات مؤقتة في طريق المسافرين وموقعها ما بين صان الحجر والصالحية، أما إيتام فهي برثوم التي بناها رمسيس الثاني كحصن واكتشفها العالم الفرنسي نافيل عام 1883 وموضعها تل الرطابية غرب بحيرة التمساح.

ويستكمل د. ريحان أن قبضة الفراعنة بشمال سيناء كانت أقوى من جنوبها وكانت شمال سيناء تحوى طريق سيتى الأول الشهير من الأسرة 19 وحكم سيتى الأول أبو رمسيس الثانى من 1318 إلى 1304ق.م ، وقد استخدم هذا الطريق في قتاله ضد الشاسو وهم بدو الصحراء في فلسطين وسوريا ويبدأ هذا الطريق من ثارو وموقعها القنطرة شرق حاليًا مارا بالعريش ثم رفح إلى غزة، ويرجع هذا الطريق بين مصر وفلسطين إلى عهد الدولة الوسطى وهو الطريق الذى عبره الهكسوس عند غزوهم لمصر وعند طردهم منها.

وبهذا يتأكد أن قبضة الفراعنة كانت أقوى بشمال سيناء مما يعنى استحالة عبور بني إسرائيل من هذا الطريق وبالتالي فمقولة حدوث مد وجزر أثناء العبور ليس لها أي أساس علمي أو تاريخي أو جغرافي بل هي وسيلة لإنكار المعجزة كما أن سفر الخروج نفسه ينفى العبور من شمال سيناء كما ينفى تمامًا أن العبور كان عن طريق بحيرة المنزلة في اتجاه القنطرة شرق.
ويؤكد د. ريحان أن وجود عيون موسى بموقعها الحالي من السويس يؤكد أن خط سير الرحلة كان عن طريق جنوب سيناء ويتضح من هذا أن هناك 12 عين ماء تفجرت لبني إسرائيل حين استبد بهم العطش بعد قطع مسافة كبيرة من موقع عبورهم عند رأس خليج السويس حتى موقع العيون الحالى، وكانت العيون بعدد أسباط بنى إسرائيل وكل سبط ينتمى لابن من أبناء النبيى يعقوب وهم أخوة يوسف الصديق وعددهم 12، وكانت المياه متفرقة حتى لا يتكالبوا على المياه دفعة واحدة وبقايا السبعين نخلة المذكورة في التوراة مازالت موجودة حتى الآن في تلك المنطقة وهي عيون موسى.

الخلاصة التي يؤكدها الخبير الأثري أن مكان العبور لبني إسرائيل وغرق فرعون وجنوده كان عند نقطة الشط وهي أقرب نقطة مرئية عبر خليج السويس حيث ذكر في القرآن الكريم أن بنى إسرائيل شاهدوا المعجزة أمامهم على مرمى البصر وأقرب نقطة يتم من خلالها رؤية الشاطئ الآخر من خليج السويس هي نقطة الشط ، حيث يقول الله تعالى” وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ” فهنا ” وانتم تنظرون ” تشير إلى أن المعجزة كانت على مدى البصر، و مدى البصر هنا كانت نقطة الشط بخليج السويس.

العربية نت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى