هل نشهد فجراً عربياً ؟!

هل نشهد فجراً عربياً ؟!

المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة
بالأمس أقرّت #جامعة_الدول_العربية عودة #سوريا لمقعدها في الجامعة وهذا اعتراف ضمني بفشل مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بشّرت به كونداليزا رايس وتبنته وموّلته وأشرفت على تنفيذه دول المحور الأمريكي ، صمود الدولة السورية قيادة وجيشا وشعبا أنقذ الوطن العربي من أخطر مؤامرة حيكت لتدميره ، لقد كان من ضمن مخططات هذا المشروع تدمير وتقسيم الدولة السورية كمرحلة أولى تتبعه مراحل تدميرية في دول عربية أخرى ، مئات المليارات صُرفت على الإرهاب في سوريا كانت كفيلة ببناء مئات المستشفيات والمراكز الصحية والجامعات وصروح العلم والمصانع ومراكز البحث العلمي في الوطن العربي واستيعاب وتشغيل كل الجائعين والمشردين والمهاجرين من أوطانهم ،
نأمل أن يكون هذا القرار بداية صحوة عربية لبناء استراتيجيات عربية مشتركة تحقق التنمية والازدهار والاستقرار ، لكن لكي نخطو للأمام بخطى ثابتة علينا أن نراجع الماضي بكل مآسيه لا لنعاتب وننتقم من بعضنا ؛ ولكن لنستخلص العبر والدروس لنتجنبها مستقبلاً ، نحن أولى وأحقّ شعوب الأرض ببناء الوحدة العربية بمفهومها الشامل الاقتصادي والسياسي والأمني والثقافي .. الخ ، نحن العرب من يجمعنا التاريخ والدين واللغة والثقافة والعادات متوحدون شعبياً من أقصى المشرق العربي لمغربه لكن أنظمة حكمنا هي من تفرّقُنا وذلك بخلافاتها ومؤامراتها ضد بعضها وانقسامها وتبعيتها بين الشرق والغرب وفقدانها لأرادتها وهي من تحشد جيوشها خلف خطوط سايكس – بيكو الوهمية وتعمل على زيادة هذه الخطوط .
أجزم بأن كل الشعوب العربية تؤيد الأدوار التي تلعبها كلٌّ من الجزائر والسعودية محلياً وأقليمياً ودولياً لنقل عالمنا العربي من التبعية إلى التأثير في تشكّل عالم جديد يحترم المعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية ، عالم خالِ من الهمجية والبلطجة وسفك الدماء التي تخدم شركات الموت والدمار الأمريكية والغربية كي تجني الأرباح .
نأمل أن نشهد وتشهد الأجيال العربية القادمة فجراً عربياً يعيد لهذه الأمة مجدها وكرامتها ، هذه المصالحة العربية لن تعني شيئأ بعودة سوريا للعرب أو عودة العرب لسوريا ما لم تصل لنهاياتها في اليمن وليبيا والسودان وبناء ما دمرناه بأيدينا ، لن يتحقق شيئا ما لم تُطلَق الحرّيات وتشارك الشعوب بإدارة الحكم ، علينا إعادة التضامن العربي وتفعيل منظمات وأذرع وأدوات جامعة الدول العربية ،إذ لا يُعقَل أن تؤسس السوق العربية المشتركة عام 1965م وتبقى حبراً على ورق والحدود مغلقة والصراعات مشتعلة بين معظم الدول العربية منذ ذاك التاريخ ، لن نخطو خطوة للأمام ما دامت الثروات العربية مهربة للخارج ومسخرة لخدمة رأس المال الغربي والصهيوني ، لن يتحقق شيئاً ما لم تُفعّل الدساتير وتسود القوانين ويُحارَب الفساد بكافة أشكاله ، فقط وحدتُنا وتضامننا على أسس الديمقراطية والعدالة كفيلتان بوضعنا على خارطة العالم الجديد وفرض سيادتنا .
اليوم الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الاستعماري صانعو الاضطرابات والأزمات العالمية ورعاة الأرهاب ومصاصو دماء الشعوب وناهبو ثرواتها غارقون في أزماتهم الداخلية وقد تراجع دورهم وتأثيرهم العالمي ، هيمنة سلاح الدولار يتراجع يوما بعد يوم وتحالف الشر الامبريالي سيتفكك غداً ، لذلك فأنها الفرصة لعالمنا العربي للتخلص من الوجود والنفوذ الغربي وقطع كل أشكال التواصل مع الكيان الصهيوني مع تشكيل وحدة عربية حقيقية وبناء تكتل اقتصادي عربي ضخم يستطيع أن يضم إليه كلاً من إيران وتركيا على أسس ومباديء المصالح المشتركة ، نأمل أن تكون المصالحة السعودية الإيرانية والمحادثات التركية السورية أولى بشائرها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى