هل لدينا مؤلفو كتب مدرسية؟

هل لدينا مؤلفو كتب مدرسية؟

يقلم: د. #ذوقان_عبيدات

​ كانت #وزارة_التربية تشعر بمشكلة ضعف  مؤلفي #الكتب_المدرسية،، ولذلك لجأت إلى الجامعة الأردنية، وأعطتها عطاء تأليف كتب الاجتماعيات، واللغة العربية، والفلسفة، وموادَّ غيرها. كانت تجربة مؤلمة جدّا، فأساتذة الجامعة وضعوا محاضراتهم في كتب الأطفال! كان ذلك بعد مؤتمر التطوير التربوي عام 1987.

​ دارت الأيام ، وتكررت التجربة عام 2015 لكن بشكل غير مؤسّسي، وفشل #المؤلفون في وضع كتب اللغة العربية، والاجتماعيات، والدين، والثقافة العامة، وتعرضت الكتب إلى نقد مرير، فعدّل معظمها وألغي كتاب الثقافة العامة” المحمي بستار حديدي” بسبب سطوة مؤلفيه، ونشأ المولود الجديد: “المركز الوطني للمناهج” عام 2017، ولقلة الخبرة، بدأ المركز بالتأليف بعيدًا عن تأثيرات وزارة التربية، ولكنه عاد سريعًا لفنيي الوزارة، مع علماء الجامعة، إلى أن عادت ثقافة وزارة التربية بالسيطرة الكلية على المناهج؛ لأن المركز اختار سياسيّين، ومتنفذين، وأساتذة جامعات لا خبرة لديهم، فعادت الأمور إلى مجاريها:

حتى متى أنت في لهوٍ وفي لعبٍ؟

فالموت نحوك يهوي فاغرًا فاه!!

هذا خطابهم لأبناء 13 سنة؛ والله يسترنا من خطابهم لأبناء 16 – 18.

إذن؛ نحن أمام مشكلتين: عودة ثقافة، ووزارة التربية عن طريق تحكّم فنيّيها بمناهج اللغة العربية والاجتماعيات، وعن طريق تشكيل المجالس التربوية التقليدية المحافظة  التي رفضت تدريس نظرية دارون! فالمشكلة الحالية هي: المؤلف، والمجلس، وثقافة الوزارة. فالمركز الوطني للمناهج فشل في تكوين ثقافة، وتقاليد، وقيم عمل خاصة به.

(01)

محاولات أساسية

في عام 2020 حاول المركز الوطني للمناهج تأسيس معهد إقليمي لإعداد خبراء في التأليف، وعلاقاته بالتصميم، واللغة، والفنيّات، وإدماج المفاهيم، ورشاقة الكلمات، ووضوحها، وتصغير حجم الكتاب، إلّا أن فاعلًا ما، أو مجموعة فواعل مؤازرة له أحبط فكرة معهد إعداد المؤلفين!!

تم الافتتان بتجارب تأليف كتب العلوم، والرياضيات، وسيطرة فاعليها على عموم المركز، واستتب الأمر لهم، ولم نتقدم خطوة واحدة! ووصلنا إلى مركز وطني خالٍ من أي خبرة مناهج أكاديمية، أو عملية، سوى سفراء وزارة التربية من الثقافة إياها: “نافق للدولة واعمل ما تريد”!!

(02)

كتاب الدراسات الاجتماعية الصف السابع: مثالًا على غياب التأليف!

صدر الجزء الثاني من الكتاب قبل أيام بتأليف من: مؤرّخ كبير، وسياسيّ، وسياسيّ أكاديميّ، وعدد من العاملين التربويّين، وبمراجعة تربوية…. وهكذا خلا الكتاب من أي جهد مختص في المناهج!!

سأكتفي بوصف الكتاب، وأترك للقارىء استنتاجاته!

1- اشتمل الكتاب على الوحدات الآتية بالترتيب:

• أنا، والإعلام.

• السلطة، والحكم.

• التسامح والمساواة، والتغير الاجتماعي.

• رحلة في وطني.

• الخلفاء الراشدون، والدولة الأموية.

• السكان في الأردن.

هذه وحدات الكتاب.

وفي الوصف أيضًا:

• لا ترتبط وحدة لاحقة بما سبقها؛ فهي وحدات منفصلة يمكن أن تكون كل منها كتابًا لا علاقة له بالآخر.

• إعلام، مهارات حياتية، السلطة، محافظات الأردن، الخلفاء الراشدون والدولة الأموية، وأخيرًا: سكان الأردن.

• لم تستند دراسة أي وحدة على ما سبقتها، وليس لها علاقة بما  لحقتها. وللأمانة، كانت الدروس داخل كل وحدة مترابطة إلى حدّ مناسب.

• وهذا يعني أن كل وحدة كتبها أحدهم، ولم يتشارك مع الآخرين.

• ولذلك، سيبذل المنسق جهدًا للمحافظة على نسق العرض، وليس المحتوى.. فالكتاب من تأليف عدد من أفراد جمعتهم صدفة، وليس من فريق تأليف. وهذه هي معضلة التأليف في بلادنا! من يكتب وحدة الإعلام لا يعرف ماذا كتب مؤلف وحدة المحافظات، وهكذا..!!

إذًن؛ الكتاب ليس كتابًا، بل مجموعة موضوعات ليس بينها روابط، وكأن الطالب يحمل”ريموتًا” يحركه بين كل وحدة، وأخرى!!

لم أنقد محتوى ا ففي المحتوى لأول مرة ما يشجع على التفكير

حيث يشكر منسق الكتاب!

ملاحظة:

ما مؤهلات من سيدرِّس هذا الكتاب؟ وهل هو متوافر؟

فهمت علي جنابك!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى