هل لدينا #اعلام_حزبي في #الاردن….؟
ا.د #حسين_محادين*
(1)
الاحترام للاحزاب حزبين معا لا يتناقص مطلقا مع ضرورة مصارحتهم كأشخاص عامين في هشاشة عرضهم لافكارهم ومشاريعهم الحزبية للآن ونحن على موعد قريب على الارجح مع الانتخابات النيابية، ومن باب الدعم والمحبة لهم ايضاً ، لا نريد اي يكون ايً منهم رديء التوصيل او التسويق لاطلاقة حزبية ملكية ودستورية جيدة مع ولوج الدولة الاردنية المئوية الثانية عطاءً وآمال.
( 2)
اعلاميا وخطابات وجاهيه مع جُل الحزبيين ؛ ما زالت عبارة “تجربتنا الحزبية واعدة” تتقافز بعفوية او عن جهل على ألسنة جُل ممثلي الاحزاب البرامجية، وتلذع اذان المتخصصين والمتابعين بمضامينها الهشة في مجتمع اردني عربي مسلم انطلق فيه العمل الحزبي منذ منتصف القرن العشرين تقريبا وعبر اجيال قدمت التضحيات دفاعا عن ايمانهم بقيمة ومضامين العمل الحزبي ولو كان بصيغ متقطة…فهل يستقيم مثل هذا الطرح الاعلامي القاصر اثناء تسويق الاحزاب لنفسها امام الجماهير المستقلة..؟ ثم هل مازلنا فعلا في مرحلة التجريب بالعمل الحزبي كاردنيين ام ان من يتحدثون عن العمل الحزبي يعانون من قطيعة معرفية وثقافية ضرورية ومتمكنة مع تاريخ وتحديات وتضحيات الاجيال السابقة لأجل العمل الحزبي المؤدلج مثلا التي مر بها الاردن الحبيب..؟.
( 3)
الاعلام الحزبي الواثق المرئي والجماهيري المؤمن بالرؤيا المميزة لكل حزب من حيث الأهداف الجاذبة، والبرامج السياسية الموثقة بالارقام والدراسات للراهن والقادم المنوي تحديثه، والايمان الحقيقي للكوادر الحزبية في العاصمة والمحافظات برسالة وقدرة كل منها على بثها بثقة مقنعة للمتلقي ،و مدى انجاز اي من احزابنا الاردنية وفقا لبرامج متمرحلة، دون ان ننسى اهمية السمات القيادية المنتظر في رسل الاحزاب كنماذج فردية وجماعية مؤثرة وقائدة لاوجاع وتطلعات ابناء وبنات مجتمعاتهم المحلية كي تتحقق القدرة التأثيرية فعلا لهؤلاء الحزبين الذين نحترم في تنظيم جمهور المستقلين والمؤلفة قلوبهم نحو الانضمام للاحزاب كل حسب قناعته .
اخيرا..
يمكن القول، وبدقة علمية واجرائية ميدانية، بأن الاعلام الحزبي النادر الحضور وبالتالي التاثير للآن في يومياتنا كمواطنيين مستقلين انما يشكل تحديا ماثلا امام احزبنا يجب معالجته وتحويله الى منصات تنوير وتشاركية مع الناس العاديين.فالاعلام الحزبي الذي نحتاجه هذه الايام هو الاعلام القائم على العلم والمعلومة الدقيقة المعبران عن نجاح الاحزاب في ترتيب وبث التحديات والطموحات التطورية زمنيا والراشحة من هموم اهلنا وآفاق الاصلاح والتحديث البرامجي المأمول عبر الاحزاب الكثيرة في بلدنا ووفقا لمتطلبات ومشاركة المواطنيين في صياغتها ومن مختلف الشرائح في المجتمع الاردني بثقافاته الفرعية التالية” بادية، ريف، مدينة ، مخيم” هذا ما نحتاج ونتوق ان نقرأه لغة ونشاهده بصرا ويتمثله الحزبيون بدورهم كقدوات نوعية حاضرة وفاعلة في المشهد السياسي الاردني بأفقه العربي الاسلامي والانساني الارحب ..فهل انتم فاعلون …؟
اما انا سابقى متفائلا على الدوام.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.