عند حبة التمر الاولى بكيت
بث التلفزيون الاردني عند الافطار فيلما قصير يظهر جنود حرس الحدود في مناطق وظائفهم يتناول احدهم الافطار بينما يقوم زميله الاخر بالحراسه حتى يأتي دوره… الطعام البسيط المنقول بأوعية المنيوم تم فردها بعجاله على تراب الارض ودون الحاجه الى مشمع سفره ،ومع كل هبة نسمة هواء تختلط حبات غبار أرض الحدود مع لقمة الجندي ،كان يتناول طعامه بكل هناء ورضا….ثم انتقلت الكاميرا في نهاية المشهد إلى شوارع عمان الجميله لتظهر السيارات الفارهه تتنقل بكل امان وهدوء
المقاربة كانت جميله، وانا متأكد ان ذلك الجندي الذي غمس لقمته بتراب الارض سعيد بأمان عمان، ولكنه ليس سعيدا بلصوصها وسارقيها الذين يتنقلون في مناصبها كيفما يشاءون وينهبون صناديقها وخيراتها، ثم يجلسون على موائد افطار مترفه دون صيام،يتناولون اشهى الحلويات ويتركون ذلك الجندي يتحلى على ربع بطيخه ملفوفه بكيس اسود…هم لم يشاهدوا التقرير ،لانهم لا يعرفون قناة الاردن ونشرات اخباره ،هم لم يبكوا الشهداء،،،أنا بكيتهم اليوم عند حبة التمر الاولى، لأنني أعرفهم ،ولأن دمي من دمهم….
