هل كان عليه أن يموت كي نتُذكر مناقبه..؟

هل كان عليه أن يموت كي نتُذكر مناقبه..؟
ا.د حسين محادين

ثمة مفارقة عجيبة في الأردن الحبيب بحاجة لوقفات وتفاسير بعيدا عن المجاملات ورفضا لسلوكات اقل ما يقال بها انها غير مقنعه وكما هي آتِ كمثال:_
1- المتميزون الاحياء في شتى الحقول لدينا؛ قلما يُذكروا بالإنصاف أو يكرموا من قِبل مؤسسات واحزاب وجمعيات اهلنا الانفعاليون كما اجتهد.
“المتميزون” بيننا دائما لكنهم الغائبون او المغيبون عن ذاكرتنا الجمعية قصداً او حتى حسداً لافرق في اانتجية الدامية لكلا الموقفين منهم، خصوصا اذا كانوا من اصحاب المناصب السياسية او الحزبية او الأكاديمية والاعلامية الذين ابتعدوا او ابعدوا عن مواقع السلطات او جلسات النفاق المختلفة لسبب ما؛ إذ فجأة وعلى هيئة نفير “فيسبوكي او وتواصلي اعلامي او حفلات تأبين تسلقية بشكل ما” يمكن ملاحظة ما سبق ؛ أقول على حين غِرة كما أُلاحظ يُحتل الفضاء الافتراضي بالصور الكثيرة للفقيد الالمعي والعسكري النظيف الفكر والفرج واليد والصنديد الانسان تأريخيا ؛ فتكثُر إستدانات الناعين للجهبذ الذي اهملناه نحن في بيته او عزلته لمدد طويلة رغم وجوده حيا بيننا؛ هي استدانات ذابلة من ذاكرة جوجل وصور المرحوم الفذ الموحية بالكثير من المواقف وهو مبتسم او معصب ولا ضير ان كان اديبا من إعادة نشر أغلفة كتبه النوعية التي لم يقرائها جل الناعين بعد أن تجمدت بوجعها في جراء إهمالنا لها في ذاكرة جوجل قبل موت المرحوم .
2- يبدو لي؛ ما على المرحوم المتميز الا ان يموت هو أولا كي تُقذف حواسنا كقراء ومتابعين ابرياء بسرعة وهول إستدعاء الناشرين لكل كلمات العِفة، وجماليات التعابير، وبلاغة الوجع، والحب الزائف لدى كثرة المتعربشين الزائفين على روحه؛ وهؤلاء هم المحتلون بشهوة الحضور الذابل لحظيا لسرعة بحثهم عن ومضة إخبار آنية لدى الدهماء تحت عنوان “خبر عاجل”بلون أحمر مُستفِز ؛وفاة الفذ او المبدع او..الخ وهو الذي لم نمنحه نحن جميعاً وبدرجات فرصة تعميم نجاحاته الحقيقية لتميزه فعلاً في خدمة أيّ من مؤسسات او جامعات او حتى نصوص الوطن الغراء؛ لنكشف بهذه السلوكيات الدخيلة على تاريخ ومواقف اجدادنا عن ازدواجياتنا المبثوثة عبر الفضاء الافتراضي والموزعة بين حرماننا للفقيد من العمل النافع لنا ولبلدنا و بين الاشعال الطارىء لذاكرتنا الغافية عنه منذ عقود ربما
و التي لم تتغنى به وعنه وبانجازاته المنصفة له وهو حيّ بيننا حتى جاءت فرصة الاقتناص الزائفة من قِبل اغلبنا لمعاني تفرده وتميز قدراته عن الآخرين ولكن للأسف بعد فوات الآوان بموته؛ يا للمفارقات الاردنية غير المُفسرة خلقاً او حتى كسلوكيات آخذة في الانتشار والقبول مع إستحالة الكثير من مشاعرنا وممارساتنا الاعلامية في بث التهاني او النعي للراحلين وكأنها تشبه علاقاتنا اللحظية العابرة غير النابضة بالصدق في تعاملنا مع ادوات التكنولوجيا المحايدة وكانها لايك ذابلة او ورورد بلاستيكيه بلا رائحه في حواسنا واجهزتنا الخلوية غالبا…ترى إلى هذا الحد تغيرت أو هاجرت مشاعرنا رغم عظمة الموت وهو الحق علينا جميعاً… ما رأيكم؟

*اكاديمي؛ وعضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى