هل كان بإمكاننا أن نتجنب النكبة ؟ / منى الغبين

هل كان بإمكاننا أن نتجنب النكبة التي ضاع بها قلب العروبة وملتقى جناحيها الآسيوي والأفريقي ؟
حقٌ علينا في ذكرى نكبتنا التاسعة والستين أن نقف إجلالاً وإكراماً لشهداء الجيش العربي الأردني الذين ذكروا بالإسم على النصب التذكاري في وسط مدينة قلقيليا ..
وكذلك الشهداء العرب والفلسطينيين الأبطال الذين وقفوا وقفة أسطورية مع وعود من حكامهم بالنصر.وتحية إكبار وأعتزاز لمن هاجر قسراً او طائعاً بناء على وعود من الحكام العرب بالنصر والقتال وأن الرجوع سيكون قريباً………وتحية تقدير وفخر للقابضين على جمر الارض الحرة بالداخل متحملين ما يحتمل من ضيم وظلم الاحتلال البغيض .
كانت وعود القادة العرب في أن هزيمة افراد نسيجها من العصابات غير المنظمه سيكون سهلاً فجيش يقابل ويحارب عصابه من السهل النصر عليهم ودحرهم .لكن هزيمة جيوشنا العربيه والنكبه جاءت مفاجئة صادمة قاتلة للجيوش التي شاركت, وللشعوب التي راهنت , ووحدهم الحكام الذين لم يتفاجئوا لأنّهم نفذوا المخطط المتفق عليه باحتراف ……….
لقد كان من السهل ان تحرز جيوش العرب النصر لولا تدخل القيادات بأوامر الرجوع والتقهقر والإنسحاب الى خطوط المخطط المشؤوم الدفاع ……كان النصر في متناول اليد بحسب ما أفاد من شارك أو شاهد وكان حاضراً آنذاك, وكانت الجيوش تندفع بحماس ولكنّها خذلت من قبل الحكام فقد كان الجيش العراقي في كفر قاسم قريباً من يافا تل الربيع وانا شاهدتها وعاينتها فهي لا تبعد كثيراً كان بأمكانهم ان ينتصروا لو لم يتراجعوا وعندما حثهم السكان على القتال وقالوا لهم اضربوا فهم امامكم قالوا (ماكو اوامر),,
نفذ الساسة المخطط باحتراف فكانت النكبة , ثمّ كانت ولدنة الثوريين فختموها بالنكسة ومضى على النكبة تسعة وستون عاما ومضى على النكسة خمسون عاما فسفكت دماء وأهدرت ثروات , وجمّدت طاقات , والمخرج هو المخرج , والممثلون على خشبة المسرح هم الممثلون بنفس النهج والتبعية وإن اختلفت الوجوه , واستجداء سلام هزيل بدأ بسلام الشجعان وانتهى بسلام المتسولين ……..
ضاعت فلسطين , ولحق بها الصومال فالعراق , وسوريا , واليمن وليبيا , والبقية على الطريق ونحن نهتف ونصفق ونأمل من بيادق الشطرنج وقادة مخافر سايكس – بيكو خيرا ,
فرحم الله الجواهري حيث يقول :
يا جِلَّقَ الشَّامِ إنّا خِلْقَةٌ عَجَبٌ ******لم يَدْرِ ما سِرُّها إلاّ الذي خَلَقا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى