النواب يحيل ملف الملكية إلى مكافحة الفساد

سواليف
أحال مجلس النواب ملف الناقل الوطني “الملكية الأردنية وعقود شراء أسهمها” الى هيئة النزاهة ومكافحة الفساد للتحقيق في أسباب خسائرها المتراكمة، ومحاسبة المسؤولين، بعد استكمال المجلس مناقشة تقرير لجنته النيابية حول الملف.

وأقر النواب في جلسته صباح اليوم الثلاثاء برئاسة المهندس عاطف الطراونة، وحضور رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز وهيئة الوزارة، توصيات لجنة الخدمات العامة والنقل النيابية حول ملف الملكية الاردنية .

وتضمنت التوصيات: متابعة التحقيق في عقود استئجار وشراء وبيع الطائرات، التحقق من الأمور المالية والإدارية في الملكية، إضافة الى إنهاء خدمات المدير التنفيذي الحالي، وإعادة تشكيل مجلس إدارة الشركة بسبب ضعفه في مواجهة ومعالجة الاختلالات القائمة، ووضع نهج إداري جديد واستراتيجية شاملة ، وإلغاء فكرة بيع شركة “الأجنحة الملكية” الى سلطة منطقة العقبة الاقتصادية، وعدم بيع قطعة ارض تابعة للملكية في منطقة مرج الحمام.

وأوصى النواب الحكومة، بإخضاع ” الملكية الاردنية ” الى رقابة ديوان المحاسبة، ومساعدتها في تحصيل أموالها المودعة في بنوك تجارية بالسودان، وإعطاءها ميزة بالدعم الحكومي من إعفاءات ضريبية وغيرها، وإعادة النظر بالعقود الموقعة بين الملكية ومجموعة المطار .

وكان نائب رئيس الوزراء، وزير دولة الدكتور رجائي المعشر دعا المجلس الى “اتاحة الفرصة للتعامل مع الملف بأسلوب علمي وموضوعي يضمن الوصول الى الحقيقة، مؤكدا التزام الحكومة في حال موافقة المجلس الطلب من مراقبة الشركات تشكيل لجنة للتحقيق وإصدار تقرير نهائي حول الفساد ان وجد والادلة القانونية عليه تمهيدا لتحويله الى المحكمة المختصة”.

واوصت اللجنة في تقريرها التي رفعته للمجلس أن تعود ادارة الملكية الاردنية اردنية بعقول وسواعد وطنية ، همُها ضبط المال العام وتعظيم الفرص الاستثمارية فيها،وليس على حساب مقدساتنا من المشاريع الوطنية ، فالعقول الأجنبية بخَّست مُنجزُنا ونظرت اليه نظرة استثمارية مدمرة ، فالمنافسة نحن بعيدون عنها، ما دامت سمعة الملكية الاردنية كشركة طيران تتراجع في كل يوم ،،، وعليه تُنسب اللجنة انهاء خدمات مستر بيشلر فورا وتعيين شخصية وطنية اردنية مشهود لها بالقدرة الادارية والمالية والهمة العالية ذو رؤيا، قادر على تطوير الشركة وتعزيز قدرتها التنافسية ، بحيث يتم التعيين على اساس الكفاءة والمقدرة على ادارة هذا الملف من كافة الجوانب وبأقصى سرعة ممكنة.مع استبعاد عودة من سبق ان توالوا مناصب تنفيذية عُليا في الشركة لم يكن بقدرتهم الاستمرار بتطبيق خطة الاعمال التي اقرتها الحكومة وساهموا في مديونية الشركة .

كما اوصت اللجنة بإعادة تشكيل مجلس ادارة الملكية الاردنية الحالي ، نظرا لتزامن الاختلالات الحالية والسابقة وضعفه في مواجهته وتصويب الاختلالات القائمة ، على أن يكون هذا التشكيل مراعياًلأسس الكفاءة والوطنية ووضع الاستراتيجية المسؤولة عن تنفيذها.

وشددت اللجنة في توصياتها على ضرورة وضع نهج اداري اسمى من القرارات ، يعتمد اسلوب الادارة القائمة على تعظيم المُنجز وليس على تعظيم الاشخاص وأن يكون لتلك الادارة سجل وظيفي يشفع لها بالاختيار لنبتعد عن المزاجية والشكلية في المناقلات والترفيعات والتعينات.

ودعت اللجنة النيابية إلى متابعة التحقيق بعقود استئجار وشراء وبيع الطائرات من قبل الجهاتالمختصة والعمل على توحيد اسطول الطائرات العاملة لدى الملكية الاردنية واعلامُ مجلسنا بالنتائج.

واوصت اللجنة بوضع استراتيجية شاملة يتم مُراجعتها وتقيمها دورياً من شأنها ان تضمن استرجاع او شراء الوحدات المساندة التي تم بيعها سابقا معتحديث خطة الاعمال للعام 2015-2019 والتي وافقت عليها الحكومة في حينه مع الاخذ بوضع استراتيجية كاملة للسنوات الخمس 2019-2024 يتم تقييمُها بشكل دوري مع إعطاء الملكية الاردنية الميزة بالدعم الحكومي من اعفاءات ضريبية وغيرها عن باقي شركات الطيران الاخرى التي تطير من والى الاردن وهذا على عكس ما هو معمول به حالياً بإعطاء هذه الميزة لهذه الشركات وحجبها عن الملكية .

واكدت اللجنة النيابية على أهمية قيام الحكومة بمساعدة الملكية الاردنية بتحصيل الاموال المودعة لها في بنوكتجارية في الجمهورية السودان وان تضع ذلك على مباحثات اللجنة العليا السودانية الاردنية المشتركة ، والبالغة حوالي (27) مليون دولار حسب سعر صرف الجنيه السوداني سابقا أما الآن فوصلت الى(2) مليون دولار حسب سعر صرف الجنيه السوداني حاليا.

وطالبت التوصيات باعادة النظر بالعقود الموقعة بين الملكية ومجموعة المطار من اجل منح الملكية ميزة عن باقي الشركات بخصم معقول كونها تشغل حوالي 45% من خدمات المطار، بالاضافة إلى اعادة النظر بآلية اختيار موظفي الملكية الاردنية في المحطات الخارجية والمراقبة على ادائهم .
وطالبت اللجنة بضرورة إلغاء فكرة بيع الاجنحة الملكية لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية ومن باب أولى التوجه الى إعداد دراسة معمقة لتكون المساند الرئيسي على أساس الطيران المنخفض التكاليف.

كما واصت بعدم بيع قطعة الارض العائدة للملكية الاردنية والتي تقع في مرج الحمام والمنوي بيعها من قبل المدير العام الحالي للملكية الأردنيةمستر بيشلر، وإخضاع الملكية الاردنية لرقابة ديوان المحاسبة بعد أن اصبحت الحكومة تملك نسبة 80% من أسهمها، بالاضافة إلى التحقق من الأمور المالية والادارية في الملكية الاردنية من قبل الجهات المختصة.

وأكدت اللجنة في تقريرها أنها لقد سعت وعبر كل أدوات الاستفسار والسؤال والتحقق للإجابة على أسئلة التراجع في الخدمات المقدمة من الناقل الوطني الملكية الاردنية.

وعبرت اللجنة برئاسة النائب خالد ابو حسان انها صدمت بالمسُ بِسمعة هذا المشروع الوطني الكبير وتاريخه، بعد ان تقرر تخفيض الكُلف من الموازنة العامة على حساب جودة الخدمة.

واستهجنت بحسب تقريرها من ان يُجيب المدير التنفيذي للملكية الحالي على أسئلة اللجنة بقوله انه مهتم بخفض التكاليف عبر مختلف الأساليب، حتى ولو على حساب سمعتها التنافسية التي كانت تقدمها الملكية الاردنية.

ولقد تفأجت اللجنة عندما قدم المدير التنفيذي خطة عمله على أساس دراسات تستهدف ترشيد النفقات على حساب انواع الطعام المقدمة للرحلات القصيرة والطويلة، وعلى حساب حجم الكوادر الواجب توفرها للإشراف على هذه الخدمات.

واتهمت اللجنة المدير التنفيذي الحالي سيفان بيشلر للملكية بان يهدِم سُمعة الملكية كمُنافس قوي من خلال تقليص (8) مليون دينار للعام الماضي من مبلغ اجمالي ايرادات خدمات الملكية والتي وصلت الى (700) مليون، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر، في وقت تُروج الشركات المنافسة لخدماتها عبر موازنات إعلانية ضخمة، الا ان المدير التنفيذي الحالي

وقالت اللجنة في تقريرها :”علاوة على اهتمامه بتخفيض الكُلف سعياً لتحقيق انجازات مزعومة والتي هي في حقيقة الامر تَتَحقق عبر تهميش ادارات حيوية واساسية لها اتصال مباشر بتعظيم الارباح وليس فقط تخفيض الكُلف ، وكان ذلك بيناً عند سؤال المدير التنفيذي عن واحدة من قصص الاهمال ومنها استئجار طائرتين ومدى صحة المعلومات عن انتهاء عقدها، فتبين للجنة بأن المدير التنفيذي لا يمتلك اجابة وان القصة من اساسها هي اهمال وتقصير في دراسة مدة عقود الاستئجار وعدم اخطار الطرف الاخر بقرار الملكية مما يترتب عليه دخولنا في سنة جديدة من العقد مما يترتب عليها خسارة متوقعه خلال العام الحالي”.

واكدت اللجنة النيابية ان النظر الى الناقل الوطني كمشروع ربحي امر ينضوي على إساءة، مشددة أنها مع وقف الإنفاق الزائد على الامتيازات والعلاوات وتعظيم مكتسبات بعض المدراء.
وعبرت عن رفضها المساس بسمعة الناقل الوطني عبر تدمير خدماته وإضافتها الى حساب ترشيد النفقات وتقديم جزء معتبر منها كنسبة إضافية وعلاوة الى راتب الرئيس التنفيذي ستيفان بيشلر الذي بلغ قيمة عقده أكثر من نصف مليون يورومُضاف اليها مصاريف إقامته في عمان من سكن ونقل وتغطية إجازاته الأسبوعية في دبي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى