هل سيموت لبنان؟
بقلم فراس الور
#لبنان…فكرة في ذهن ملحن حالم امسك الورقة و القلم بيده و ابتدأ يسجل نوتات لحن جديد له تحت تدوينه تاريخ 5 ايار 1975 ميلاديه، و مازوره تلو مازوره اكتمل اللحن على بضعة ورقات بيضاء زينتها اشكال مختلفة لنوتات شكلت لحن هادئ اطرب اذن من استمع له بصوت صاحبه المبدع و الموهوب، او ربما يكون موجود في بَيْتَيْ شعر جميل كتبه شاعر استفاقت بداخله شهيته للكتابة بعد ان سمع صوت اعنية لفيروز حملت معها جمال ريف بلادها…فكتب تحت تاريخ 4 اب 1980 ما خالج وجدانه من اشعار غازلت كل كلمه به كروم العنب و اشجار التين و الخوخ الذي ينبت بيد كرام ماهر في ارضه الذي ابتلت تربته من عرقه و من خيرات الندى البارد الذي يقطر من خيرات السحب التي تسبح في السماء المعطاءة بالضُحى الطاهر…لبنان ابتدأ كبضعة كلمات على ورق ابيض خط جماله شاعر متيم بجمال جنانه الخضراء و طيبه قلب اهله لتجيبه فيروز بصوته الطربي الأصيل … على جسر اللوزيه تحت اوراق الفي…
لبنان اكتمل وجوده بشعر شعراءه الجميل و الرائع…و غناه #الفنانين بأصواتهم الجبلية و الطربية…لبنان يا قطعة من السما…لبنان لحن سافر الى كل بقاع العالم بصوت سفراءه من الفن الاصيل…غناه نصري شمس الدين حينما قال طلوا طلوا الصيادين و سلاح يلمع…غنته فيروز في مسرحية ميس الريم حينما قالت آلو كحلول…ستي يا ستي دخيلك يا سيتي…علي صوتك صوتك ابعيد…و شكل بيديه ثقافته جبران خليل جبران حينما كتب رائعته اعطني الناي و غني…فالغناء سر الوجود…و اقول اذا كان الغنا سر الوجود فهو سر لبنان و سبب بقاءه رغم ابشع الحروب الذي مر بها…فالحرب تقتل و تهد ما يبنيه الإنسان الا الأبداع فهو ارث الله الى البشر فلا يهد بالحرب…لبنان كلمة يخطها الشاعر و تغنيها الفنانة و يكتب ثقافتها الفيلسوف و الكاتب و الصحفي و يؤدي مسرحها الغنائي الملحن و الشاعر…و يغرد اسمها عاليا في الفن…لبنان اطهر من ان تقتله رصاصة و عصيٌ بوجه القذائف…و اقوى من ان تغتاله ايادي عفنه تمسك البندقية لتقتل اصحاب الثقافة و الفكر…لبنان هو القوة الناعمة التي انغرست بعين عدوه فقهرته و اردته كالمشلول حائرا بأمره، فرغم بشاعة الحرب الأهلية بقي تراثه اقوى موجوداته و شكل وجوده من جديد مثلما تغزل به شعراءه و قالوا به اجمل الكلمات…ست الدنيا يا بيروت، من باع اسوارك المشغولة بالياقوت، من صاد خاتمك سحري، و قص ضفائرك الذهبية…
اروني كيف ستقتلوا #اللحن في لبنان…اروني كيف ستقتلوا المسرح الذي يعيش في اذهان كتاب السيناريو و الحوار…اروني كيف ستغتالوا جبران خليل جبران و اشعاره و فلسفته التي سافرت الى العالم لتنشر شذى الثقافة اللبنانية الى كافة بقاع المسكونة…فاغتلتم ارض لبنان ليصبح العالم كله لبنان بهجرة اهله…اروني كيف ستغتالون الفن اللبناني و هو من ألهم الحركة الفنية في كافة ارجاء الوطن العربي…بل عرف لبنان بفيروز و الرحابنة و بفنه و بمسرحه الغنائي المعبر و الغني…اروني كيف ستغتالون صوت ملحم بركات و هو يعيش بوجدان كل لبناني يعشق الغناء المعاصر و يعشق الغزل و الحب و العشق الذي يأسر القلوب، صوته مازال يرن بأذني و هو ضيف كل مائدة لبنانية مع كوب العرق على موائد العشاء في كل يوم سبت حينما عشت بلنان منذ عقد من الزمن…اروني كيف ستغتالون روحا…فإن كانت الروح كيان غير مرئي يحي الجسد و يبث فيه الحركة و الحياة كذكلك الفنون جيمعها…فهي روح لبنان…و هي عصية عليكم و على محاولاتكم الكريهةٍ….لذلك كلما حاولتم الإمساك بلبنان لتغتالوه تسرب من بين اصابعكم كالبخار و عاش من جديد…لبنان كلمة و لحن و فكرة و موهبة و روح و ابداع و مسرح و غناء و دراما و رسم و نحت و ارشيف فني شرف الوطن العربي بأكمله…لبنان سافر مع الحرب الأهلية و زار كل بقاع العالم و عاد بعدها بإتافق الطائف المخجل قويا يعلن مُلْكَهُ على قلوب كل العرب…تحاولون يقتله؟…قد يسافر و يهاجر الى بلاد الغربة لكنه سيعود…لأنه يخلد في ذكر #المبدعين و سيعود اقوى من قبل…لأنه اقوى منكم جميعا…لبنان سيكسر اسنانكم التي تحاولون غرزها فيه…لأنه ارث الإبداع من الله للعالم…هل ستنجحون بإغتيال ارث مبدع غرزه الله بيديه بالبشر؟ انتم تحلمون…